الحزب لن يُسلّم سلاحه بسهولة

لا يغيب ملف سلاح "حزب الله" ومستقبل قيادته وحال قواعده عن أجندة اهتمامات الديبلوماسيين في بيروت. ويشكل المادة الأولى في تقاريرهم ولقاءاتهم مع نخب لبنانية لاستطلاع ما يفكر فيه الحزب وكيف سيرد على كل الضغوط، ولا سيما بعد ورقة الموفد الأميركي توم برّاك وجوابه عن الرد الرسمي.

درج ديبلوماسي أوروبي نشِط منذ تسلمه مهمته في بيروت على الاجتماع مع وجوه لبنانية من دون ضجيج، وهو من المحيطين بالوضع في الداخل والإقليم حيث يتابع ما تقوم به إسرائيل وصولا إلى أصغر تعيين في الحكومة وما يحصل في اجتماعات اللجان النيابية. ويحضر في أكثر لقاءاته ملف الساعة الذي يتصدره برّاك. وقد وصل إلى الخلاصة الآتية:

- لا يختلف أداء برّاك عن أداء مورغان أورتاغوس إلا بطريقة التعبير و"الابتسامات" التي يظهرها، ولا يتمايز عنها في الهدف الذي تعمل الإدارة الأميركية لتحقيقه، وهو نزع سلاح الحزب، والتدقيق في ما إذا كان يحكمه أكثر من جناح بعد اغتيال السيد حسن نصرالله. ولا يرى صاحب هذا الكلام أن ما يقوم به برّاك سيدفع بالحزب إلى تسليم سلاحه "بهذه السهولة"، لأن إسرائيل ستواصل استهدافه والتضييق عليه بكل الطرق، سواء وافق على التخلي عن سلاحه أو لا. والعروض التي تقدم له في هذا الإطار من الأسهل عليه رفضها رغم كل الضغوط الملقاة عليه.

- تتابع الدول الغربية وسفراء المجموعة "الخماسية" سياسات حكومة الرئيس نواف سلام، ويدققون في كل تفاصيل برامجها وأداء الوزراء، مع الإشارة إلى أن بعضهم لم يكن على مستوى التوقعات، ولا سيما أن أكثرهم لا يعرف طبيعة عمل الإدارات ويومياتها.

- يرى أن التعيينات التي تمت مقبولة في الحقلين القضائي والمالي، وكذلك العمل على ملء الشواغر في مختلف الإدارات، مع تحذير كل المعنيين من أي توجه إلى تأجيل الانتخابات النيابية تحت أي حجة، "ومن الأسلم إتمام الاستحقاق في موعده".

- يشير المتحدث إلى أن علاقة دولته مع سلام جيدة ولن تتخلى عن دعم لبنان "مهما كانت درجة الصعوبات".

- يتبين أن برّاك يتحدث عن ضرورة تطبيق جملة من الإصلاحات، إلا أن تركيز إدارته ينصب على تجفيف قدرات الحزب العسكرية ونزع سلاحه. وثمة جهات دولية تترقب إتمام البرلمان مشروع إعادة هيكلة المصارف الذي يُتوقع أن يبصر النور في نهاية الشهر الجاري.

- لا أحد يخفي رعاية أميركا لإسرائيل ومدّها بكل الدعم في حربها في لبنان وسوريا، وصولا إلى إيران واليمن، لكن تل أبيب تربح بالتكتيك في أكثر من ميدان في الإقليم وتخسر بالإستراتيجيا، ولن يتمكن بنيامين نتنياهو من الفوز بقبول العرب والمسلمين له، وسط تراجع صورة إسرائيل في أوساط الأوروبيين ولدى مجتمعات لم تخفِ تعاطفها معها منذ نشأة كيانها.