المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الثلاثاء 14 تشرين الأول 2025 12:10:35
بينما كان قطار السلام يشق طريقه نحو غزة امس، مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل وشرم الشيخ امس، كان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يفتح بابا على خيار التفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل العالقة بين الجانبين. فقد اكد امس "انه سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة "حماس" لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه. وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون "إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه".
غير ان حزب الله الذي غمر رئيس الجمهورية بالتقدير والدعم والحب في الايام الماضية، ومنذ واقعة الروشة وجلسة ٥ ايلول الوزارية، سرعان ما انتفض على هذا الموقف، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية". فقال عبر قناة "المنار" التلفزيونية التابعة له وفي نشرتها المسائية أمس: "مؤتمرٌ لم تحضره إيران لرفضِها إعطاء قائد الحرب الصهيونية على المنطقة دونالد ترامب براءة السلام، لكن حضره العديد من الدول وحتى هنغاريا وأرمينيا ولم يُدْع إليه لبنان المتعلق بعض سياسييهِ بحبلِ السرّةِ الأميركي وشعارات السلام. أليست إهانة سياسية جديدة لمن يضعون كلَ أوراقهم في السلة الأميركية"؟
في قابل الايام، تتابع المصادر، سيستأنف اذا حزب الله حملاته على توجّه لبنان الرسمي نحو احياء خيار التقاوض مع تل ابيب برعاية اميركية، وسيعيد التصويب على بعبدا بعد ان حيّدها لفترة وصبّ غضبه على السراي. هذا التشدد لن يتبدّل قبل نضوج موقف ايراني مرن منفتح على التسوية الإقليمية التي يطرحها ترامب والعرب، موقف يفترض ألا يتأخر في ضوء تكرار الرئيس الأميركي الحديث عن رغبة ايرانية ضمنية، بالتفاوض.
ووفق المصادر، على حزب الله الا يرفع سقفه كثيرا كي لا يكون نزوله عن الشجرة اصعب عندما تُبلّغه ايران بضرورة تسليم السلاح. فالأمر لم يعد خيارا بل هو قرار اميركي لا عودة عنه: لا ميليشيات ايرانية منتشرة هنا وهناك في الشرق الأوسط الجديد، وإن لم تتجاوب ايران والاذرع، بالدبلوماسية، فستضطر الالة العسكرية الإسرائيلية الى تولي المهمة بنفسها، تختم المصادر.