الحزب يلعب بالنار: هل يسعى لتوريط لبنان وخراب علاقاته مع سوريا؟

في خطوة أمنية حاسمة، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن ضبط خلية مسلحة تابعة لحزب الله في ريف دمشق الغربي، مجهزة بمنصات إطلاق صواريخ و19 صاروخ غراد وذخائر، بعد أن تدربت في لبنان وخططت لتنفيذ عمليات داخل سوريا. 

الأكيد، أن هذا الحدث الأمني سيُثير مخاوف كبيرة على الساحة اللبنانية، وسط تفسيرات وتحليلات عسكرية تشير إلى أنه يحمل في طياته رسائل وتداعيات تتجاوز مجرد قضية أمنية داخل سوريا.

في حديث خاص لموقع kataeb.org، قال خبير عسكري بارز إن هذه العملية تشكل تطوراً خطيراً يعكس استراتيجية حزب الله في توريط لبنان في أزمات إقليمية، تهدف إلى إلهاء اللبنانيين وتشتيت اهتمامهم عن القضايا الوطنية الأساسية، وعلى رأسها ملف تشليح سلاح الحزب. 

وأوضح أن الحزب لا يتوانى عن المضي بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك إلى نسف صفو العلاقات اللبنانية-السورية، وجر لبنان إلى صراعات مع النظام السوري الجديد الذي يقوده الرئيس أحمد الشرع.

وأضاف الخبير: "هذه الخلية ليست سوى جزء من مخطط أوسع ينفذه الحزب، يهدف من خلاله إلى فرض وجوده المسلح تحت شعار حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي، لكنه في الواقع يستخدم هذا السلاح ليحافظ على نفوذه ويزيد من تعقيد الأوضاع الداخلية اللبنانية". 

ولفت إلى أن استقدام وتدريب مثل هذه الخلايا على الأراضي اللبنانية، ثم إرسالها لتنفيذ عمليات في سوريا، هو بمثابة تحدٍ صريح للحكومة اللبنانية التي اتخذت مؤخراً قراراً سيادياً واضحاً ببسط سلطة الدولة ورفض وجود أي ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة.

وتابع: "الحزب لا يكتفي فقط بعدم الانصياع للقرار اللبناني، بل يسعى إلى خلق أزمات تعوق استقرار لبنان وتضعف الدولة، وهذا يشكل خطراً مباشراً على الأمن الوطني، خاصة مع تطورات الوضع السوري التي قد تفتح الباب لتدخلات إقليمية أكبر".

وختم الخبير العسكري حديثه بتحذير شديد اللهجة قائلاً: "على الحكومة اللبنانية أن تتعامل مع هذا التطور بكل حزم، وأن تتخذ خطوات عملية وفعالة لقطع الطريق على هذه المحاولات التي تهدف إلى توريط لبنان في صراعات خارجية لا طائل منها سوى الإضرار بمصلحة الشعب اللبناني والاستقرار الإقليمي".