الحشيمي لـkataeb.org: إعتدوا على صورة سلام... فحرّكوا الشمال والبقاع!

في ظل تصاعد الهجمة على رئيس الحكومة نواف سلام، يتكشّف أكثر فأكثر الطابع المنظم والمدبر لهذه الحملة، سواء من خلال التحريض الإعلامي أو عبر السلوكيات الميدانية التي طالت كرامة الموقع السني الأول في الدولة.

وفي هذا السياق، علم موقع kataeb.org أن هناك تحضيرات سياسية وشعبية وثقافية في كل من الشمال والبقاع، قيد الإعداد، دعمًا للرئيس نواف سلام والحكومة الحالية، وتأكيدًا على تمسُك فئات واسعة من اللبنانيين بنهج الدولة والمؤسسات والقرار السيادي. 

وتشير المعلومات إلى تنسيق بين نخب سياسية وحقوقية وثقافية، تعمل على تنظيم تحركات ميدانية ورسائل دعم واضحة في وجه ما وصفه مصدر نيابي شمالي بالحملة المنظمة لضرب ما تبقى من صورة الدولة.

وفي موقف لافت وحاد اللهجة، عبّر نائب شمالي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لموقع kataeb.org، عن غضب وسخطٍ عارمين حيال الحملة الممنهجة التي تطال رئيس الحكومة نواف سلام، لا سيما من قبل مناصري "حزب الله" وبعض الأذرع الإعلامية التابعة له. وقال: "ما يحصل مُقرف، لم يعد هناك أي احترام لموقع رئاسة الحكومة ولا لأبسط قواعد التخاطب السياسي، نحن أمام سلوك غوغائي، لا علاقة له بالاختلاف الديمقراطي، بل هو تعبير عن همجية سياسية يراد من خلالها إخضاع أي صوت سيادي أو مستقل يرفض منطق التبعية للمحور".

وأضاف أن هذه الحملة ليست وليدة اللحظة، بل تأتي ضمن مسار ممنهج لضرب صورة نواف سلام، لأنه يمثل خطًا نظيفًا، مستقلًا، ويمتلك موقفًا سياديًا واضحًا لا يرضخ للإملاءات، وأردف: "نواف سلام لا يشبههم، يعيد إلى موقع رئاسة الحكومة هيبته وهيبة الدولة، لذلك هو يشكّل خطرًا على منظومة اعتادت السيطرة على مفاصل القرار خدمة لأجندات تتعارض كليًا مع مصلحة لبنان".

وتابع النائب الشمالي: "ما يتم تداوله من فيديوهات مفبركة، ومحتوى يحض على الفتنة، ليس عفويًا، قد يكون هناك غرفة عمليات سياسية - أمنية تدير الحملة، هدفها ترهيب الرئيس سلام ومنع أي مسار سيادي من الاستمرار".

وفي السياق نفسه، وفي موقف داعم وحازم، شدّد النائب البقاعي الدكتور بلال الحشيمي في اتصال مع kataeb.org على أن ما يحصل إهانة فاضحة للدولة بكل مقوماتها، واعتداء مباشر على رمز من رموزها. وقال: "لسنا ضد حرية التعبير، لكن لا يمكن اعتبار الشتائم والتخوين حرية، فالاعتداء على صورة رئيس الحكومة في الشارع سلوك معيب ومدان، وكان يفترض بقيادات الطائفة الشيعية الكريمة أن تتخذ موقفًا أخلاقيًا ووطنياً يرفض هذه التصرفات".

وأضاف الحشيمي: "ما نشهده اليوم هو مشهد مكرر، كما حدث سابقًا عندما انتُقد أمين عام حزب الله حسن نصرالله، فكان الرد مباشرًا من مناصريه... لكن المطلوب اليوم هو الوعي، ووقف الانزلاق نحو هاوية لا تُبقي من الدولة شيئاً".

وأشار إلى أن موقف الرئيس نواف سلام نابع من إيمان بالدستور والسيادة، خاصة في ملف السلاح، مؤكدًا أن "زمن فرض الإملاءات الإيرانية يجب أن ينتهي، وعلى الجميع احترام سيادة لبنان، خاصة مع تزايد المؤشرات على تدخلات خارجية مباشرة".

ولفت الحشيمي إلى أن الطائفة السنية "كانت دومًا صمّام أمان"، وقال: "تحمّلت على مر السنوات الاستفزازات وحملات الإقصاء والاتهام، فقط من أجل الحفاظ على المصلحة الوطنية، كما حصل مع الرئيس سعد الحريري، الذي تمت محاربته وإخراجه من الحياة السياسية من دون أن يرف جفن للمحور المتحكم بالبلد".

وختم بالإشارة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أظهر تمايزًا في مراحل معينة عن الخط الإيراني، وهو اليوم شريك في الحكومة، وهذا بحد ذاته مؤشر يجب التوقف عنده، بالتالي المعركة اليوم هي معركة بقاء للدولة، وكل من يسكت عن هذا الترهيب، يساهم في إسقاط ما تبقى من الجمهورية.