المصدر: النهار
الأحد 14 كانون الاول 2025 18:20:44
كانت لافتة الأسبوع الماضي تحركات وزارة الزراعة للحد من جائحة الحمّى القلاعية التي أصابت بعض المواشي في لبنان وخصوصاً في البقاع، وذلك عبر إجراءات عديدة أبرزها إجراء تقصٍ وبائيٍّ على المزارع، بالإضافة إلى الحد من نقل الحيوانات بين المناطق تفادياً لانتقال العدوى، وإبلاغ وزارة الداخلية للمؤازرة في التنفيذ، وكذلك إرسال كتب إلى كلّ من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والنيابة العامة التمييزية بأسماء الأشخاص المشتبه فيهم بتهريب المواشي من سوريا وإليها.
فما هو هذا المرض وكيف يؤثر على المواطنين وعلى الثروة الحيوانية في لبنان، وهل وصل فعلاً عبر التهريب غير الشرعي؟
نقيب الأطباء البيطريين في لبنان الدكتور ايهاب شعبان أشار في حديث الى "النهار" إلى أن "هذا المرض لا ينتقل إطلاقاً إلى الإنسان ولا ينتقل حتى الى الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، وتصاب به فقط الأبقار والماعز، حتى حليب الحيوان المصاب به لا يؤذي، وأساساً غالباً الحيوان المصاب لا يعطي الحليب".
وبحسب شعبان "الخاسر الأكبر هو المزارع، إذ اشترى البقرة بسعر مرتفع، وعندما تمرض لا تتزاوج، ولا تعطي حليباً فيجد نفسه مجبراً على ذبحها، وتالياً ثمة خسائر كبيرة على الثروة الحيوانية في لبنان"، مضيفاً أن "الأطباء راسلونا وأكدوا لنا أنه لم يعد باستطاعتهم السيطرة على الوضع، وأن الإصابات تكاثرت".
ويعرب عن استعداد الأطباء البيطريين لمساعدة الدولة في تخطي هذه الأزمة، مضيفاً أن "وزارة الزراعة تعمل بجدية لمعالجة الموضوع، واتخذت إجراءات جيدة في هذا الإطار حتى ولو أتت متأخرة بعد أكثر من شهر من انتشار الوباء، ولا يمكن الحديث عن حل جذري للمشكلة سوى بوصول اللقاحات اللازمة، ونحن في انتظارها".
وبات واضحا من خلال إجراءات وزارة الزراعة أنها تعتبر أن دخول هذه الحمّى إلى لبنان كان عبر عملية تهريب غير شرعية، كون الأخيرة تتفحص المواشي التي تدخل البلاد بعد تلقيحها في المرفأ، لكن بعد أن تواصلت "النهار" مع عدد من مربي المواشي في البقاع تبيّن أنهم يرجحون من إحدى الشحنات التي دخلت عبر المرفأ من مصر كانت فيها مواشي مصابة بهذه الحمى وتالياً فهي التي أدخلت هذه الجائحة إلى الأراضي اللبنانية…