يخشى كثيرون من تطاير شرارات الاحداث الدموية التي جرت الاسبوع الماضي بين عناصر امنية تابعة للادارة السورية الجديدة والدروز في المناطق القريبة من دمشق الى لبنان، اذا استمرت بالتفاعل، ولم يتم تطويقها ووضع حد لها باسرع وقت ممكن، بعدما كشفت اسرائيل بمواقف مسؤوليها، وتدخلها العسكري المكشوف بالتهديدات المباشرة، ضد المسؤولين السوريين والقصف الجوي الواسع النطاق على المراكز والمواقع العسكرية السورية،وبعضها بالقرب من القصر الرئاسي، عن دورها المباشر في اشعال هذه الاشتباكات، والسعي لتحويلها الى اشتباكات طائفية بين السنّة والدروز، لارباك الحكم الجديد في سوريا ووضع العصي في طريق اعادة توحيد سوريا وتجاوز مرحلة حكم آل الاسد والهيمنة الايرانية .
وتعود الخشية والمخاوف هذه من وجود عشرات الالاف من النازحين السوريين المنتشرين في كافة المناطق اللبنانية، وبعضهم يعيش في منطقة الجبل، ويعمل هناك منذ نزوحهم الى لبنان، وكثيرون منهم يتعاطف ويؤيد الادارة السورية الجديدة، مقابل استياء الدروز اللبنانيين من الاحداث الدموية التي وقعت مؤخرا وتعاطفهم معهم، اضافة الى قدوم العديد من دروز سوريا الى لبنان، ووجود اخرين يعملون فيه منذ سنوات، وامكانية حصول احتكاكات واشكالات فيما بينهم، او مع بعض اللبنانيين السنّة،على خلفية ما يحصل في سوريا، وتطورها الى خلافات مذهبية، بتحريض من خصوم الادارة السورية الجديدة، بدءا من بقايا نظام الاسد الساقط او الايرانيين المطرودين من سوريا، واسرائيل في المقدمة.
وبالرغم من تسجيل بعض الاحداث المؤسفة والمحدودة في الجبل، على خلفية ما يحدث في سوريا، الا ان مسارعة المسؤولين السياسيين والدينيين من السنّة والدروز، الى تطويقها على الفور، ووضع حد لها،اظهرت رغبة كبيرة وحرصاً قوياً، على منع تفاعلها، وقطع الطريق على اي محاولة، لنقل شرارة احداث سوريا الى لبنان، فيما اسهمت الزيارة الفورية للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى دمشق ولقائه مع الرئيس السوري احمد الشرع، في تخفيف حدة الاحتقان الناجم عن الاحداث الدموية الاخيرة، واضعاف اي محاولة لنقل شرارة هذه الاحداث الى لبنان، فيما تبقى المخاوف قائمة من الدخول الاسرائيلي على الخط مرة جديدة، لنقل شرارة احداث سوريا الى لبنان.