المصدر: النهار
الجمعة 13 كانون الاول 2024 11:03:52
للمرّة الأولى منذ 11 عاماً وبعد تأسيسها، تدخل فرق "الخوذ البيضاء" العاصمة السورية دمشق، بعدما كان عملها يقتصر على مناطق مختلفة في شمال وجنوب سوريا، جرّاء الحرب وتقسيمات البلد في السنوات الأخيرة.
في مقابلة خاصة لـ"النهار" أجراها الصحفي إبراهيم الغريب، مع أحد متطوّعي "الخوذ البيضاء" في دمشق، اسماعيل العبدالله، أكد أنّه "كنّا متواجدين في ريف دمشق قبل العام 2014، والنزوح القسري أدّى إلى تهجير المتطوعين إلى شمال سوريا، وقد عادوا اليوم إلى ديارهم وعائلاتهم".
خبايا سجن صيدنايا
يكشف العبدالله خبايا سجن صيدنايا، ويروي ما حصل خلال عمليات البحث عن أقبية سريّة وسجناء مفقودين هناك.
يقول: "منذ اللحظة الأولى لتلقّي بلاغات حول معتقلين في أقبية مخفية، توجّهت فرق الدفاع المدني المجهّزة بالمعدات اللازمة إلى السجن. وبعد العمل لأكثر من 24 ساعة، لم نعثر على أقبية سرّية، بل عثرنا على مكبس مرعب للجثث، وغرف تعذيب، وغرفة لأكياس الجثث، وبقايا رفات من المعتقلين الذين قتلهم النظام"، مؤكّداً أنّ "عمليات البحث انتهت بعدم العثور على معتقلين أحياء".
أضاف العبدالله: "تلقّينا بلاغات من عددٍ من العائلات المكلومة التي اختفى أبناؤها منذ العام 1980، ولا تزال هذه العائلات تبيت عند مدخل صيدنايا والمحافظات السورية الأخرى التي تضمّ سجوناً بانتظار أولادهم المفقودين".
وأشار إلى أنّه "خصّصنا جائزة مالية لمن يكشف لنا عن سجون مخفية"، كاشفاً لـ"النهار" أنّ "عدد المساجين الناجين الذين وصلوا إلى عائلاتهم لا يتناسب مع عدد المفقودين".
وتحدّث العبدالله عن السبب الذي أدّى إلى تصدّر سجن صيدنايا المشهد في سوريا، قائلاً: الروايات المرعبة الني نُقلت عن سجن صيدنايا، أو المسلخ البشري، وسمعته السيئة، زادت من التركيز عليه"، مؤكّداً أنّه "تمّ إخلاء السجناء من السجون المركزية في المحافظات الأخرى".
أمّا عن التنسيق مع حكومة الإنقاذ السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، فقال العبدالله: "لم نكن نتخيّل أن نصل إلى هذه المرحلة في دمشق لمساعدة كلّ السوريين، وسندخل جميع المناطق السورية... منذ تأسيس الدفاع المدني بدأنا مستقلين وسنبقى مستقلّين إلى حين تأسيس الشعب السوري لحكومة إنقاذ".