المصدر: النهار
الاثنين 17 حزيران 2024 15:06:15
يواصل عناصر الدفاع المدني مكافحة الحرائق على امتداد خط المواجهة الممتد من شبعا الى الناقورة، على الرغم من المخاطر التي تحاصرهم خلال أدائهم مهماتهم. فكيف يسطرون على الحرائق تحت نار القصف الغادر؟
لا يمر يوم من دون أن تحرق القذائف الإسرائيلية مساحات واسعة من الأحراج والبساتين في المنطقة الحدودية، فيما يسارع الدفاع المدني الى تلبية الواجب الإنساني المحفوف بالمخاطر، ليس فقط من النيران المستعرة في الهشيم بل من القصف الإسرائيلي الغادر الذي يزنر نواحي شاسعة من المنطقة الحدودية وبعض البلدات التي تصنف بالخط الثاني من المواجهة.
"سباق محموم لمنع امتداد الحرائق "
تكثر النداءات التي توجهها البلدات الجنوبية الى الدفاع المدني للمسارعة في إخماد حرائق تشعلها القذائق الفوسفورية الإسرائيلية المحرمة دولياً، وكذلك القنابل الحارقة والمضيئة التي يواصل جيش الاحتلال إلقاءها على الأحراج والبساتين في أكثر من بلدة لبنانية، حتى وصل الأمر الى استخدام المنجنيق لقذف الحمم وإشعال أكبر قدر من الحرائق على الجانب اللبناني، بعدما اكتوت المستوطنات بنار الصواريخ والقذائف من لبنان، ووُصف الشهر الحالي بأنه شهر النيرن في شمال فلسطين المحتلة.
آلاف الدونمات الحرجية والمزروعة بالأشجار المثمرة التهمتها النيران الإسرائيلية في مناطق ممتدة من أطراف شبعا الى أطراف الناقورة مروراً ببلدات دير ميماس وعديسة وعيترون ورميش وكفردونين وغيرها .
أما أخطر الحرائق فكانت تلك التي أشعتلها القذائف الحارقة الإسرائيلية في خراج بلدة شبعا حيث استمرت الحرائق أكثر من 24 ساعة في ظل جوّ حار متزامن مع رياح ساهمت في انتشار الحرائق، الأمر الذي استدعى جهوداً غير عادية من عناصر الدفاع المدني للسيطرة على الحريق بعد مؤازرة من الجيش وبالتنسيق مع "اليونيفيل". وكل ذلك لم يردع جيش الاحتلال عن استهداف فرق الإطفاء بالقصف المدفعي على الرغم من وجود أصحاب القبعات الزرق مع الفرق اللبنانية.
أما في منطقة حامول على أطراف الناقورة فعملت مراكز الدفاع المدني من علما الشعب والقليلة وصور وعناصر الدفاع المدني من الهيئة الصحية الإسلامية وجمعية الرسالة بمؤازرة الجيش و"اليونيفيل" لفترة تجاوزت السبع ساعات من أجل السيطرة على الحرائق الممتدة على مساحات شاسعة.
فالفرق واجهت ليس فقط مخاطر النيران في ظل درجة حرارة وصلت الى أكثر من 32 درجة مئوية، وانما القصف الإسرائيلي المتقطع، وهو ما دفع عناصر الدفاع المدني الى التراجع أحياناً للاحتماء من الفذائف، ثم عاودوا العمل الى أن سيطروا على الحرائق في ظل ظروف صعبة.
وفي خراج بلدة رميش استمرت الحرائق ثلاثة أيام وتحديداً في سموخية المواجهة للمواقع الإسرائيلية، وجهدت فرق الدفاع المدني والأهالي والجمعيات لمنع وصول النيران الى المنازل في ظل تمشيط إسرائيلي للمنطقة منع الفرق من إكمال عملها، وفي الوقت عينه زاد الاستهداف رقعة الحرائق اتساعا.
الأمر عينه تكرر في دير ميماس وعديسة، وأطلقت النداءات للمسارعة في إطفاء الحرائق. وعلى عادتهم اندفع رجال الدفاع المدني على الرغم من الحاجة الى المعدات، وعملوا على محاصرة النيران.
بيد أن الدفاع المدني الذي يعاني أصلاً ندرة التمويل اللازم، بات اليوم في حاجة الى دعم استثنائي من الحكومة بسبب الأوضاع المتوترة جنوباً وإصرار الجانب الإسرائيلي على إحراق أكبر قدر من المساحات الحرجية، إضافة الى إحراق الأشجار المثمرة ولا سيما اللوزيات والزيتون، وهو ما يمنع رجال الإطفاء من القيام بمهماتهم، علماً أنه استهدف في أكثر من مناسبة المسعفين الذين ارتقى عدد كبير منهم شهداء الواجب الإنساني.
وتشير إحصاءات وزارة الزراعة الى احتراق 2400 دونم من الأراضي الزراعية والحرجية بشكل كامل، وان نحو 6700 دونم احترقت جزئيا.