المصدر: النهار
الأحد 3 تشرين الأول 2021 16:30:21
فتحت أبواب جهنم بين أصحاب المولدات الكهربائية الرافضين لتسعيرة وزارة الطاقة عن شهر أيلول، باستثناء القليل منهم والمشتركين من الأهالي الذين يرفضون تسعيرة اصحاب المولدات التي تنطلق من 4500 ليرة للكيلو واط الواحد لتصل إلى 5 آلاف في بعض الأماكن للمشتركين بالعدادات لتزيد عن مليون ونصف المليون لكل 5 أمبير على المقطوعية بدون عداد، فتكون الـ 10 أمبير بـ 3 ملايين ليرة لبنانية. والأنكى أن بعض أصحاب المولدات أعلنوا أنهم سيقبضون الشهر المقبل بالدولار fresh وليس بالليرة اللبنانية.
والواقع المر هذا أدّى إلى إشكالات بين الجباة والأهالي، والجميع ينتظر حلاً يحد من جشع أصحاب المولدات ومن تحكُّمهم برقاب الناس.
البلديات في بعض المناطق الشمالية التي تدير هي مولدات الاشتراك سعّرت "بخوف من الله وبدون خسارة" الكيلوواط بـ 3000 ليرة.
المغتربون والجمعيات الأهلية تحملت النفقات في العديد من القرى عن الأهالي الذين ترهقهم هذه الأيام فوق ما كان يرهقهم سابقاً، العودة إلى المدارس، ما ساعدهم قليلاً في تخفيف المصروف.
البلديات ومنها على سبيل المثال لا الحصر بلدية زغرتا-إهدن التي استمرت في تأمين المازوت المدعوم لأصحاب المولدات حتى الليتر الأخير، استنكرت تصرف اصحاب المولدات وتسعيرتهم وأصدرت بياناً جاء فيه:
"لقد تفاجأت بلدية زغرتا-اهدن بصدور تسعيرة اشتراك المولدات الكهربائية (4.500 ليو للكيلوواط) دون مراعاة الاتفاق المبدئي والحبي الذي توصلنا إليه بعدم صدورها قبل مناقشتها معهم، وكذلك عدم التقيّد بتسعيرة الدولة.
بلدية زغرتا-إهدن التي وقفت الى جانب أصحاب المولدات في هذا الظرف وحاولت جاهدة تأمين كميات محدودة من المازوت تخفيفاً من حدة الأزمة، تستغرب ما تلقته بما يتعلق بالفواتير الصادرة عن أصحاب المولدات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الطاقة أن السعر العادل لتعرفات المولدات الكهربائية الخاصة عن شهر أيلول هو 3768 ليرة عن كل كيلوواط ساعة.
البلدية التي تتابع هذا الموضوع الشائك تدرك العوامل والتغيرات من دخول المازوت الإيراني إلى التحول في سعر صرف الدولار الأميركي، لكن التسرع في إصدار الفواتير بعد ربع ساعة من صدور التعرفة الرسمية لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيداً.
أمام كل ما استعرضناه نؤكد طلبنا من أصحاب المولدات في زغرتا وإهدن اعتماد تسعيرة وزارة الطاقة وإلغاء أي فواتير أخرى".
من البترون أشار الباحث نبيل يوسف إلى نقاط عدة وهي:
1 - من المسلّم به أن الوضع المعيشي كارثي وكهرباء الدولة تقريباً انتهت، وما عاد يعوَّل إلا على المولدات.
2 - وزارة الطاقة حددت سعر الكيلو واط لشهر أيلول: بعض أصحاب المولدات قرروا الالتزام بالتسعيرة الرسمية والبعض الآخر رفضوا معتبرين أن فيها اجحافاً بحقهم.
3 - الكل مظلومون في هذه الأيام: الأهالي وأصحاب المولدات وأيضاً من يحاولون بلسمة الجراح لا سيما المخاتير ورؤساء البلديات.
4 - كان اتحاد بلديات البترون شكل لجنة طوارئ من نائب رئيس الاتحاد نصر فرح كفور العربي ورؤساء بلديات اده نجم خطار وعبرين فارس طنوس وشبطين أنطوان عبود وكور روجيه يزبك وانضم الى اللجنة رئيس رابطة المخاتير جاك يعقوب على اعتبار أنه لا يوجد بلديات في أكثر من نصف قرى وبلدات المنطقة.
5 - قامت اللجنة مشكورة بتأمين المازوت المدعوم لمولدات المنطقة بالتعاون مع مدير عام وزارة الطاقة السيدة أورور الفغالي.
6 - المطلوب اليوم من اللجنة وخلال ساعات (قبل الاثنين) دراسة كلفة الكيلواط مع مختصين واستصدار قرار، إما بتثبيت السعر الرسمي أو بتحديد تسعيرة موحدة في بلاد البترون يلتزم بها جميع أصحاب المولدات تحت طائلة المسؤولية.
7 - نلفت نظر اللجنة أن بعض المولدات ما زالوا يستعملون الديجانتورات ولم يركبوا عدادات، ووزارة الطاقة لم تسعر مقطوعية الديجانتور الشهرية: المطلوب أيضاً دراسة كلفة المقطوعية الشهرية للديجانتورات حيث لا يوجد عدادات.
8 - الظرف صعب والأيام صعبة جداً، وأعان الله الناس ومن يتحملون مسؤولية مساعدة أهلهم.
في طرابلس حيث الكارثة أعظم وأدهى حتى اشتراك الـ 3 أمبير ألغي من قبل الأهالي لعجزهم عن الدفع، وباتت المدينة ليلاً، لا سيما في ابي سمراء والتبانة والقبة والملولة والجوار، في ظلام دامس، لا برادات لا مكيفات لا أنوار، وعاد الأهالي إلى "النملية " لحفظ المأكولات، كما عادت "موضة"المولدات الخاصة إلى الظهور.
في ظلّ ما تقدّم ، يبقى السؤال: إلى متى يظل الفجّار على كل المستويات متحكمين برقاب الشعب؟.