المصدر: المدن
الكاتب: وليد حسين
الجمعة 4 تشرين الثاني 2022 16:21:40
بعد مرور شهر كامل على انطلاق العام الدراسي، لم يحصل أساتذة التعليم الرسمي على المساعدات التي وعدوا بها للعودة إلى التعليم. كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات والمتأخرات منها، وبدل النقل، الذي ما زال متأخراً منذ سنة، وإذ بهم يقبضون راتبهم الأساسي (يصل راتب أستاذ الثانوي إلى نحو ثلاثة ملايين ليرة كحد أقصى) بعد حسم ضريبة على الدخل مضاعفة، عن الأشهر الفائتة.
ضريبة أعمال اللجان
ويؤكد الأساتذة أنهم قبضوا راتبهم من دون أي إضافات ولا حتى بدل النقل المتراكم منذ سنة. وتبادر إلى مسامعهم أن الدولة عاجزة عن تأمين الاعتمادات المالية لتغطية رواتب المتقاعدين، ما دفع وزارة المالية إلى عدم دفع المساعدات المقرة، كي تستطيع تأمين رواتب المتقاعدين في القطاع العام. وما زاد البلبلة ما يتم تناقله عبر منصات المحادثة الخاصة بهم من مستندات حول فرض ضريبة جديدة عليهم تحت اسم "ضريبة أعمال اللجان" بنحو أربعمئة ألف ليرة، لم يعرفوا لماذا فرضت عليهم رغم أنهم لم يتلقوا المساعدات التي وعدوا بها.
إضراب شامل
رئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي ملوك محرز أكدت لـ"المدن" أن البعض يعمل على تحريض الأساتذة حول قضية المساعدات لغايات خاصة. فقد سبق وأكدت الرابطة أن عدم إيفاء الدولة بوعدها يعني ليس عدم ذهاب الأساتذة إلى التعليم، بل إضراب شامل لكل القطاع العام. لكن جل ما في المسألة أن الموازنة لم توقع من رئيس الجمهورية، وهي باتت نافذة حكماً اليوم الجمعة في 4 تشرين الثاني، وبالتالي، سيتلقى الموظفون المساعدات وبدل النقل التي أقرت فيها الشهر المقبل. أما المساعدات السابقة للموازنة فتقبض عادة في نصف الشهر، وستصل إلى جميع الأساتذة في موعدها.
وأضافت محرز أن الرابطة جالت على جميع المسؤولين الذين أكدوا وجود اعتمادات مالية لتغطية المساعدات. وهم على علم أنه في حال لم تف الدولة بوعودها لن يعود بمقدور الأساتذة والموظفين الحضور إلى عملهم.
وزارة المجلس الحربي
النقابي في "لقاء النقابيين الثانويين" حسن مظلوم، شكك بوعود رابطة الأساتذة، مذكراً أنها عملت على تزوير إرادتهم المعلن عنها في الجمعيات العمومية، التي عقد الشهر الفائت. وقال إن كل الوعود التي أعلنتها الرابطة مع وزير التربية عباس الحلبي ظهرت أنها كاذبة. فقد تآمرت الرابطة مع وزير التربية على الأساتذة بعدما تحولت الوزارة إلى مجلس حربي، يتم من خلاله استدعاء كل أستاذ يدلي بتصريح إعلامي ينتقد فيه الوزارة والمسؤولين فيها.
وأضاف مظلوم أن الأساتذة وجدوا أنفسهم هذا الشهر براتب لم يعد يكفي لبدل النقل. بالتالي، لوجستياً، لا يمكن للأستاذ الذهاب إلى المدرسة حتى لو قرر عدم الأكل والشرب لاستخدام راتبه للتنقلات. هذا فضلاً عن عدم تلقي الأساتذة مساعدة التسعين دولاراً السابقة، التي لم تصل إلى جميع الأساتذة أصلاً. فقد حصلت أخطاء بشرية في نظام التسجيل الالكتروني كما يقولون. لكن عندما يتصل الأساتذة على رقم الهاتف المخصص لتلقي الشكاوى لتصحيح الأخطاء، يكتشفون أنه لا يوجد عامل هاتف للرد على الاتصالات.
أنتهى الأساتذة إلى أن هناك جهات حزبية في مختلف المناطق تقدم مساعدات للمحسوبين عليها وصندوق إعاشة، في محاولة لدفعهم إلى الذهاب إلى المدارس وعدم تسجيل اعتراضات على وضعهم الحالي. فالراتب الذي حصل عليه الأساتذة بات فعلياً لا يساوي شيئاً، كما يقول مظلوم، مشيراً إلى أن ما تقوم به أحزاب الرابطة إمعان في إذلال الأستاذة.