الدويلة هجّرت واستجرت الاحتلال.. الدولة رعت العودة والشرعية حمتها!

واكبت وحدات من الجيش اللبناني امس دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب - بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة - مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي، بحسب ما جاء في بيان صادر عن قيادة المؤسسة العسكرية، "في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة". ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم.

قبل هذا البيان، كان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، يتوجه برسالة الى الجنوبيين معتبرا ان "هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. واني اذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة ، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم. إن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون ، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم. معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان".

الدولة اذا، من رأس الهرم وصولا الى المؤسسة المعنية، اي الجيش اللبناني، رعت هذه العودة. المشهد كان معبّرا حين حمى عناصر المؤسسة العسكرية المواطنين العائدين، حتى ان سقط من بينهم شهيدان، فاختلطت دماء المدنيين العائدين بدماء الجنود.

مصادر سياسية سيادية تقول لـ"المركزية"، ان لبنان الرسمي لم يكن يحبذ هذا السيناريو وكان يفضّل ان تنسحب إسرائيل اليوم، او ان ينتظر الاهالي الانسحاب ليحصل، وهو الامر الذي يعمل على تحقيقه الرئيس عون والجهات المعنية، منذ ايام. لكن رغم ذلك، بدا لافتا انه ومع انقضاء مهلة الستين يوما امس، وقفت الدولة كاملة، في خندق اللبنانيين العائدين، ودافعت عن حقهم في العودة وحمت هذه العودة ورعتها، وقد أتى هذا التكامل بين الناس والقوة الشرعية المسلحة ثمارا، اذ انسحب الإسرائيليون من عدد لا بأس به من القرى، مرغمين.

العامل الذي ساهم في تحقيق هذا الانجاز، تتابع المصادر، هو ان حزب الله كان غائبا عسكريا عن المشهد. حضر نوابه على الارض ومناصروه رفعوا أعلامه، لكن عناصره لم يظهروا في اي مكان، وقد أدرك الحزب ان هذا الظهور سيعني تعريضهم مباشرة للاستهداف وسيعني تأكيد مزاعم الاسرائيليين بأن لبنان لم يطبق اتفاق وقف النار.

وجود الشرعية فقط على الارض، عزز ايضا موقف لبنان امام العالم، ودفع الإسرائيلي الى ضبط نفسه عسكريا، وحتى الى الانكفاء والانسحاب، في واقعٍ أثبت، تضيف المصادر،  ان "الشرعية" قادرة أن تحمي وتحرر، وان لا صحة لما تسوقه الممانعة عن ضعف الجيش.

واذ تشير الى ان من الضروري الا ينسى الشعب العائد الى بيوته المدمرة، مَن حماهم في العودة وساعدهم في تحرير قراهم، والا ينسوا ايضا مَن تسبب بتهجيرهم، تقول المصادر ان من الضروري ان يتم تثبيت معادلة الدولة والجيش والشعب، لأنها كانت مفيدة، وان يتم اسقاطها منه الى غير رجعة، العنصر الذي لم يكن ناجعا للبنان السيد المستقل اي السلاح غير الشرعي الذي كشف ظهر لبنان مرارا وتكرارا واستجر الحرب والاحتلال، تختم المصادر.