الرئاسة على نار حامية.. ونائب رئيس الحكومة الإيرلندي في بيروت

يوم هادئ نسبياً مرّ على لبنان أمس السبت، لم تقطع هدوءه سوى المناوشات على الحدود والوضع الأمني المتفجر جنوباً والذي بدأ يمتد إلى الحدود اللبنانية الشمالية، وتحديداً عند نقطة المصنع بعد محاولة الجيش الاسرائيلي استهداف قيادي في حزب الله.

وعلى وقع التطورات الميدانية، وصل مساء السبت إلى بيروت نائب رئيس الحكومة الإيرلندية ووزير الخارجية والدفاع مايكل مارتن، في زيارة رسمية، سيلتقي خلالها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، ويتفقد كتيبة بلاده العاملة في قوات "اليونيفيل".

الملف الرئاسي وُضع في المقابل على نار حامية بعد بيان اللجنة الخماسية الذي ألقى الكرة في ملعب الثنائي الشيعي، والذي حضّ فيه السفراء، المسؤولين اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً، قبل شهر تموز المقبل الذي من المتوقع ان يشهد انعقاداً لمؤتمر للسلام، ويتوجّب على رئيس الجمهورية حضوره والمشاركة في فعالياته ليتسنّى له ان يكون جزءاً من مشروع التسوية من زاوية "الحزب".

إخراج الأزمة الرئاسية من عنق الزجاجة

وفي إطار البحث المستمر في سبيل إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية، وضع السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في أجواء البيان الأخير الصادر عن اللجنة الخماسية والجهود التي تبذلها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت. وناقش الطرفان مختلف التطورات المحلية والاقليمية لا سيما المبادرة الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب، وملف الوجود السوري غير الشرعي في لبنان ومخاطره وسبل معالجته والإجراءات التي تقوم بها البلديات تنفيذاً لتعاميم وزارة الداخلية وللقوانين مرعية الإجراء.

توازياً، وعلى خط النزوح السوري وتداعياته على الساحة اللبنانية، بدأ قاطنو مجمّع الواحة في منطقة دده - الكورة من النازحين السوريين بإخلاء المجمع، إنفاذاً لقرار محافظ الشمال رمزي نهرا بالمغادرة في حال وجودهم بطريقة غير قانونية وعدم حيازتهم إقامات شرعية، على أن تنتهي المهلة المحددة التي أعطيت لهم لإخلاء المجمع صباح الاثنين المقبل.

قصف متبادل

وفيما تشهد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية اشتباكات منذ قرابة الثمانية أشهر، وتنذر من حين إلى آخر بانفجار معركة واسعة بين الطرفَين، تجدد أمس السبت القصف بوتيرة متسارعة.

فاستهدفت غارة إسرائيليّة سيارة قرب السوق الحرّة بين الأمن العام اللبناني والأمن العام السوري على الحدود السورية. وحصل الاستهداف الاسرائيلي للسيارة قرب حاجز للفرقة الرابعة السورية على الحدود مع لبنان.

وشنّ الطّيران الحربيّ الإسرائيليّ غارةً على بلدة عيتا الشعب، وغارةً على بلدة مروحين بإتجاه جبل بلاط، استهدفت منزلاً كان قد استهدف سابقاً. كذلك، اغار الطّيران الحربيّ الاسرائيليّ على بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. واستهدف القصف المدفعي أطراف الناقورة وعلما الشعب في القطاع الغربي.

في المقابل أعلن حزب الله أن عناصره استهدفت تجمعاً ‏لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت،‏ كذلك، أعلن "الحزب"، انه استهدف موقع رأس الناقورة البحري بقذائف المدفعية والمنظومات الفنية والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب، كما وإستهدف تموضعاً لجنود الجيش الإسرائيلي داخل غرفة في ثكنة راميم بمحلقة هجومية انقضاضية، ومقر قيادة كتيبة ليمان بقذائف المدفعية.

إلى ذلك، أعلن حزب الله أنّه استهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية.

هذا واستهدف "الحزب" مساءً، انتشاراً لجنود إسرائيليّين غرب موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية وكذلك التجهيزات التجسسية المستحدثة في ثكنة برانيت وموقع البغدادي بقذائف المدفعية.

الأوضاع الحدودية "تحت السيطرة"

حرب غزة التي شغلت العالم بأسره لا تزال تؤجج الساحة الداخلية وتعطي السياسيين مادة دسمة لخطاباتهم، إذ تمنى الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ألّا "نتورّط في الحرب التي اندلعت مع إسرائيل في تشرين الأول 2023".

وأوضح جنبلاط أن موقفه هو ألّا ننسى تاريخ لبنان مع الاعتداءات الإسرائيليّة عليه، قائلاً: "لحين أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، فحزب الله يُدافع عن لبنان".

جنبلاط اكد أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري موجود بين المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين و"حزب الله" ويوصل الرسالة والجواب"، معتبراً أنّ "النواب الذين التقوا هوكشتاين في واشنطن يقومون بتضييع وقتهم". وبحسب جنبلاط، فإن "همّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو فصل مسار لبنان عن غزة إذا أمكن"، مؤكداً أنه لم يسمع منه شيئاً بشأن الرئاسة خلال زيارته إلى باريس.

على صعيد متصل، انما بنظرة أكثر شمولية الى الوضع الحدودي السائد، تشعر الإدارة الأميركية بالارتياح إلى أن الأوضاع لا تزال "تحت السيطرة" لكنها تعرف أن الأمور لو استمرت، ربما تؤدي إلى انفجار الأوضاع بين الطرفين، لذلك تسابق الولايات المتحدة التصعيد بمحاولات التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان على قضايا الحدود وتطبيق القرار 1701 لكنها حتى الآن لا تستطيع القول إنها حققت تقدّماً.

ووفقاً لمعلومات "العربية" فإن الأميركيين يؤكدون أن الولايات المتحدة تسعى منذ 7 تشرين الاول إلى منع امتداد الحرب خارج غزة، وتعتبر أنها نجحت في ذلك، وذكر أحد المتحدثين الأميركيين أن "المبدأ هو عدم التصعيد ومنع امتداد الصراع، وعلى إسرائيل أن تهتم بالمشكلة التي تواجهها في غزة، وألا تشنّ حربين في وقت واحد".

وقال أحد المسؤولين إننا "نستعمل كل القنوات لإيصال هذه الرسائل إلى الطرفين"، ولمّح إلى أن الأميركيين يحاولون قدر الإمكان إيصال هذه الرسالة إلى حزب الله عن طريق التصريحات والبيانات.

وشدّد المسؤول الأميركي على أن "لا إسرائيل ولا حزب الله يريدان الآن الدخول في حرب مفتوحة"، لذلك يتأنّى الطرفان في ما يفعلانه وهما يبقيان التوتر قائماً من دون تخطي الحدود.

الخطة الامنية في الضاحية

الوضع الامني المتفلت لم يغب عن المشهد. فقد إنطلق مساء امس تجمّع للدراجات النّاريّة تحت جسر المشرفية، اعتراضاً على الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية وضدّ الحملات التي تقوم بها عناصر القوى الأمن، على وقع دعوات لإغلاق مداخل ومخارج الضاحية.

وأفيد بأنّ إشكالاً وقع بين قوى الأمن الداخلي وأصحاب الدرّاجات الناريّة بعد بدء تجمّعهم في المحلة.

كذلك، تمّ قطع أوتوستراد سليم سلام من قبل بعض الشبان، ومداخل الضاحية والشويفات بالإطارات المشتعلة.

ملف التيكتوكرز

قضائياً، عُلم أنّ قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان ‎نقولا منصور، سيؤجّل جلسة الاستماع إلى الموقوفين بقضيّة "التيكتوكرز" التي كانت مقرّرة الإثنين، بسبب وفاة شقيقه بيار منصور.

غزة و"الأونروا"

اقليمياً، أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس السبت أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة ارتفعت إلى 35386 قتيلاً منذ السابع من تشرين الأول.

توازياً، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أن 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ أن بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة هذا الشهر.

وعلى خط استئناف دعم وكالة الاونروا من جديد، أعلنت النمسا السبت أنها ستقوم بتمويل الوكالة، بعدما تم تعليقه اثر اتهامات إسرائيلية بأن موظفيها قد يكونون متورطين في هجوم 7 تشرين الاول.