المصدر: النهار
الكاتب: منال شعيا
الأربعاء 3 تموز 2024 08:01:27
من حقبة ما قبل الطائف، رئيس واحد لا يزال شاهداً على هذه المرحلة، هو الرئيس أمين الجميّل.
هو الذي اختبر ولاية أكثر من صاخبة، قد تكون طبعت الكثير من تاريخ لبنان الحديث، كما لو أنه جسر التواصل بين ماضٍ دامٍ وحاضر قلق، يكاد يعطي تباشيره عن مستقبل المرحلة.
هو الرئيس الذي يشرف شخصياً على "بيت المستقبل". حالياً، هو رئيس مجلس إدارته، ويعطيه الكثير من الاهتمام والعناية... والوقت، إذ يقضي معظم أوقات ما قبل الظهر هناك، ويلمّ كثيراً بالدراسات والأبحاث والمنشورات.
قبل أعوام (عام 2020)، نشر كتابه الأخير بعنوان "الرئاسة المقاومة" (مذكّرات). واليوم، لا يعرف ما إن كان ثمة كتاب جديد قيد التحضير، لكن الوقت الباقي من يومه يمضيه في القراءة، يكبّ على قراءة كل ما له علاقة بـ"الذكاء الاصطناعي"، فهذا الموضوع يشغله راهناً، ولا سيما أن ثمة مؤتمراً قريباً سيُعقد في شهر حزيران الحالي حول هذه المسألة، وهو يتابع الموضوع بدقة.
بين الحين والآخر، يخصص جزءاً من الوقت لرياضة المشي، لكن الوقت الأحب الى قلبه هو تمضية يومه مع الأحفاد، ولا سيما أنه شاهد على أحفاد "الابنة الغالية" نيكول... ويعتبر هذا الأمر "نعمة وبركة من الله"، أن يعايش البنات الثلاث لابنه سامي، وأحفاد ابنته أيضاً...
كيف لا، وهو الذي اختبر فقدان الابن بيار، ليعطي مع "الحبيبة" (كما يحب أن يسمّي زوجته جويس) أكبر أمثولة لا تزال حيّة، للانكسار. لكنه أراده من النوع الذي يقهر عميقاً، ويظلّ يحفر في القلب، لكن لا يسقطه أرضاً... فهو لا يزال يقف يومياً على "شرفة البيت العتيق في بكفيا، متأمّلاً تمثال سيدة لبنان على تلة حريصا المقابلة، وملتمساً منها قوة الإيمان والإقدام".