المصدر: Kataeb.org
الاثنين 20 كانون الثاني 2025 15:26:19
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه علينا ان نكون يدا واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النوايا، مشددا على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني وتمكن البلد من النهوض مجددا لا سيما اقتصاديا. واعتبر ان تشكيل الحكومة في أسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بان لبنان بات على السكة الصحيحة، معيدا التأكيد انه على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية "ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب الا يكون في سدتها ".
وإذ دعا الى تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة، اعتبر أن لبنان يكبر بجميع أبنائه لأي طائفة انتموا، مشدداً على تحفيز الطاقات في لبنان المقيم كما في بلاد الانتشار لتكون في خدمته.
كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان الذين زاروا قصر بعبدا لتهنئة الرئيس عون على انتخابه رئيسا للجمهورية.
واستقبل عون كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول على رأس وفد من الأساقفة ضم: المطارنة اوشاكان تشولويان، ناريك اليميزيان، شاهي بانوسيان، بارين ورطانيان، فاغيناك ميوليان، انانيا كوجانيان، اسطيفانوس باشايان، شنورهك اشكيان، باروير شيرنيزيان، والرؤساء العامين فيكان دال كيليجيان، هواكيم بانجارجيان، زاوين ناجاريان، اردوازت شارويان، اوشين شوال يرطانيان، افيديك دير قره بيتيان، سركيس ابراهاميان، كيفورك قره كوزيان، وازاد فيليكيان.
في مستهل اللقاء، تحدث الكاثوليكوس آرام فقال: "نحن هنا، في هذا البيت اللبناني للتعبير باسم كنيستنا وشعبنا، وخصوصاً اللبنانيين منهم، عن تهنئتنا الحارة بانتخابكم رئيسا للجمهورية. وأود عن اعبر في الوقت نفسه عن التضامن معكم أولا على المستوى الشخصي في سدة الرئاسة وفي المهام التي تتولونها. نزوركم كممثلين عن طائفتنا في لبنان فيما لدينا جالية على امتداد دول العالم الا ان مركز كنيستنا هو في لبنان ما يدل على ان هذا البلد يشكل قلب ومركز وجود الطائفة الأرمنية. فخامة الرئيس، انكم تضطلعون بمسؤوليات شديدة الأهمية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ لبنان الحديث وأبناء طائفتنا ينظرون اليكم كمبعث امل للبنان".
أضاف: "لقد عبرتم في خطاب قسمكم عن رؤيتكم الواضحة للأمور التي يجب تنفيذها ما يشكل خريطة طريق للبنان. من هنا، فباعتقادي ان مسؤوليتكم على رأس الجمهورية اللبنانية ليست مسؤولية رئاسية عادية بل هي رسالة سامية. فالعمل في هذه المرحلة من تاريخ لبنان ليس مسؤولية عادية، لا سيما وأنكم ملتزمون بتحقيق هذه الرسالة. ويمكن لكم ان تتأكدوا من أن طائفتنا في لبنان، كنيستنا واحزابنا ونوابنا هم الى جانبكم في مهامكهم".
ورد عون مرحباً بالوفد قائلاً: "إن زيارتكم عزيزة على قلبنا"، ومؤكدا "ان الطائفة الأرمنية في لبنان لطالما كان لها دور بناء منذ وصول أبنائها الى لبنان. ان طائفتكم كانت ولا تزال منتجة وابناءها ممثلون في المجلس النيابي ومجلس الوزراء والقوى المسلحة. وكما قلتم فان الجالية الأرمنية منتشرة في كافة اصقاع العالم ولبنان يشكل لها المركز الأساس. وأنكم لتشكرون على مساعدتكم ومساهمتكم في بناء المجتمع اللبناني، ولطالما كان لكم الدور الفعال في ذلك ".
تابع عون:". اننا على مفترق طرق، صحيح ان امامنا فرصا كثيرة الا انه علينا نحن ان نختار بين استغلالها او خسارتها. علينا ان نكون يدا واحدة لاعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النوايا، اوعلينا اذذاك ان نتحمل المسؤولية. لقد تلقينا إشارات إيجابية كثيرة كما تلقينا دعوات من الخارج، وعلينا في المقابل ان نرسل إشارات إيجابية أيضا ان شاء الله تتكلل بتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني لتتمكن من الإنتاج، وتمكين البلد من النهوض مجددا لا سيما اقتصاديا ليعود الى السير على الطريق الصحيح".
وقال عون: "إن المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة لأنها تتطلب تضافر جهود جميع اللبنانيين من كافة اطيافهم من أحزاب ومجتمع مدني وروحي لاعادة بناء البلد. ان يدا واحدة لا تصفق ورئيس الجمهورية لا يمكنه العمل بمفرده. ان خطاب القسم ليس حبرا على ورق بل وضع لينفذ وبقدر ما ننفذ منه نحقق الافضل للمجتمع. هناك أولويات، صحيح، لكن الخطاب لم يكتب كوجدانيات بل بلغة الشعب ومعاناته. لم نتناول ما هو خارج عن الواقع بل وصفنا الواقع الذي يحتاج للمعالجة ونحن جاهزون لذلك شرط تضافر الجهود لتحقيق الامر على قاعدة المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية. فاذا ما تضافرت الجهود لصالح المصلحة العامة نقول ان لبنان وضع على السكة الصحيحة".
وفي الختام قدم الكاثوليكوس ارام الأول للرئيس عون نسخة من الكتاب المقدس باللغة الأرمنية تعود الى القرن الثاني عشر.
وبعد اللقاء أدلى الكاثوليكوس آرام الأول بتصريح إلى الصحافيين، جاء فيه:
"قدمنا تهنئة حارة الى رئيس الجمهورية والشعب اللبناني، وأكدنا للرئيس تضامننا الكامل معه. ان مسؤوليته ليست عادية، بل هي في جوهرها رسالة. رسالة من اجل خلاص لبنان. نحن نعيش في مرحلة مصيرية في تاريخ لبنان. فخلاصه يجب ان يكون رسالة رئيس الجمهورية، والحكومة، وكل الطوائف والأحزاب السياسية. الطائفة الأرمنية منخرطة بشكل فعال في هذه الرسالة. يجب العمل من اجل لبنان وتعميق الوحدة الداخلية فيه".
ثم استقبل عون بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان على رأس وفد ضم: رئيس أساقفة بغداد وأمين سر السينودس المقدس المطران مارافرام يوسف عبّا، النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن شرفاً المطران مارغريغوريوس بطرس ملكي، النائب العام لابرشية بيروت البطريركية المطران مارمتياس شارل مراد، مدير اكليريكية سيدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبـــة المطران مار اسحق جول بطرس، القيّم البطريركي العام وامين سر البطريركية المونسنيور حبيب مراد، امين السرّ المساعد في البطريركية ومسؤول رعية اللاجئين العراقيين والسوريين الاب كريم كلش، عميد كهنة ابرشية بيروت البطريركية الخوراسقف ايلي حمزو، الرئيس العام للرهبان الافراميين، الاباتي حنا ياكو، الرئيسة العامة لجمعية الراهبات الافراميات، الأم هدى الحلو.
في مستهل اللقاء، توجه البطريرك يونان بالتهنئة الى عون، شاكراً العناية الإلهية على تحقيق آمال اللبنانيين في هذه المرحلة بلبنان الواحد والحضارة والرسالة. ولفت الى حب السريان التاريخي للبنان، وبذلهم الدماء في سبيله، وهم يعتبرونه وطنا للجميع، مهما كان حجهم، اقلية كانوا ام أكثرية. وتمنى له النجاح في تحقيق خطاب القسم الذي اتسم بالوضوح والشفافية.
وردّ عون على كلام البطريرك يونان معتبرا أنه لا فرق بين مكون وآخر في لبنان بغض النظر عن حجم هذا المكون. وقال:" نحمل جميعا هوية واحدة، أقليات واكثريات، ونتفيأ في ظل علم واحد، ونعيش المصاعب معاً، ونستفيد معاً من الفرص بتضامننا وبعملنا يداً واحدة على امتداد الوطن، أحزابا سياسية ومجتمعاً مدنياً ومجتمعاً روحياً ".
واعتبر عون أن المطلوب من الجميع اليوم أن يكونوا على قدر المسؤولية، ومن لا يستطيع تحمل مسؤولية قراره، لا يجب أن يكون في سدة المسؤولية.
أضاف: "لا يجب ان نلوم الآخرين على أوضاعنا، مسؤولية النهوض بلبنان هي مسؤوليتنا، وحين نشكل الحكومة ونبدأ العمل من أجل المصلحة العامة، هناك الكثير من الدول التي أبدت الرغبة الجدية بمساعدتنا. فالفرص امامنا اليوم كثيرة وعلينا ان نحسن استغلالها، وبادرة تشكيل الحكومة في أسرع وقت، تعطي إشارة ايجابية الى الخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، وذلك لا يتحقق الا بخروجنا من الزواريب الضيقة والمصالح الشخصية والفئوية والطائفية".
ونوه ختاماً، بالمساهمة الفاعلة لطائفة السريان الكاثوليك في مختلف جوانب الحياة اللبنانية.
وبعد اللقاء، ادلى البطريرك يونان بالتصريح التالي: "جئنا نهنئ فخامة الرئيس ونهنئ لبنان وأنفسنا بانتخابه رئيسا يجمع ويوحد وينهض بلبنان العزيز بكل امانة وإخلاص من دون تفرقة أو تمييز".
أضاف: "نحن طلبنا منه ان يكون حقيقة رئيسا للبنان كلِّه، بأحزابه وطوائفه، ومكوناته. وكسريان أكدنا لفخامته اننا معه في مسيرة النهضة هذه لكي يبقى لبنان رسالة ومهدا للحضارة، وملجأ لجميع المضطهدين والصورة الحقيقية للتعددية والحوار والاحترام المتبادل بين الجميع".
ثم استقبل عون كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان على رأس وفد ضم: الاسقف المعاون لابرشية بيروت البطريركية المطران كريكور باديشاه، المونسنيور باتريك موراديان، الاب القاضي افيديك هوفانسيان، الاب بارج سبع، السيد شربل بسطوري، والسيد فاروج نركيزيان، والسيد ميشال دوشيديرفيان.
في مستهل اللقاء، تقدم البطريرك ميناسيان من عون بالتهنئة، وقال: "فخامة الرئيس، ما سأقرأه الان ليس بما يقال في سبيل القول فقط لا بل هو ما نشعر به من أعماق قلوبنا ونحن أمينون على كلامنا بالفعل والإخلاص. لقد اتينا اليكم بفريق مصغّر لنبارك انتخابكم وللتمني لكم بالنجاح والتوفيق. أتينا، لا لنثبت وجودنا وحسب لأننا من هذه الأرض وارض الوطن تشهد على تاريخنا تاريخ الأرمن الكاثوليك في لبنان منذ قرون. والتاريخ يشهد أيضاً على اخلاقنا وتعلقنا وترسخنا في هذا الوطن".
أضاف: "لذلك احببنا ان نكون في هذه الساعة السعيدة مقربين من فخامتكم وخاصة مرصعين بخطاب قسمكم الذي عبرتم فيه عن حرصكم العميق على وحدة الشعب وتقدم الدولة والنداء لكل المسؤولين في هذا الوطن لكي يكونوا الى جانبكم في هذه المسيرة واضعين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ولنؤكد معكم حرصكم على جميع مكونات الوطن من دون استثناء، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا البلد العزيز".
وقال: "ارتكازاً الى هذه المبادئ والقيم السامية نريد أن نؤكد لكم محبتنا واخلاصنا لكم ولوطننا الحبيب لبنان، واستعدادنا للعمل والتضحية في سبيل نجاح عهدكم هذا. هدفنا هو المشاركة والمساعدة والعطاء بروح المحبة والإخلاص".
وردّ عون بكلمة شكر فيها البطريرك ميناسيان والوفد المرافق على حضورهم، مشددا على ان لبنان يكبر بجميع ابنائه لأي طائفة انتموا، ذلك ان هذا التنوع الذي فيه هو الذي ساهم في إعطائه الدور الذي يتمسك به الجميع، في الداخل والخارج على حدٍّ سواء".
وشدد عون على أهمية العمل معا، كل من موقعه في سبيل تحقيق الأهداف التي نلتقي حولها فنكون جميعا مساهمين بقيامة لبنان، مؤكدا ان الطائفة الأرمنية مكون أساس فيه، وهي عامل تلاق بين مختلف مكوناته، ومن بينها رجال قداسة وتقوى وعلم وإقتصاد ونبوغ فكري يحرص ابناؤها على مواصلته".
وأكّد عون أن في لبنان المقيم كما في بلاد الانتشار طاقات يجب تحفيزها لتكون في خدمته، من خلال نهج تعاط قائم على إيلاء المصلحة العامة المرتبة الأولى بشفافية وتكامل، وهذا ما يتطلع العالم إلينا لكي نكرسه فيكون الى جانبنا".
وبعد اللقاء، أدلى البطريرك ميناسيان بالتصريح التالي: "أمنياتنا هي امنيات جميع المواطنين والسياسيين والمسؤولين الحزبيين الذين أتوا ووضعوا أنفسهم في خدمة هذا الوطن. هذه هي الروحية التي نتشارك وإياهم بها. وعلينا جميعا التفكير في ما نعطيه لهذا الوطن وخدمته لا بما نأخذه."
وكان عون استقبل سفير الصين في لبنان تشان منجيان الذي سلمه رسالة خطية من رئيس جمهورية الصين الشعبية تشي جين بينغ تضمنت التهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية. وجاء في رسالة الرئيس الصيني:
"تربط الصين ولبنان الصداقة التاريخية. وتحافظ العلاقات بين البلدين على زخم جيد من التطور في السنوات الأخيرة، حيث تتعزز الثقة المتبادلة بينهما على الصعيد السياسي وتتعمق الصداقة بين الشعبين. انني اولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات الصينية اللبنانية، مستعدا للعمل معكم سويا على تطوير علاقات الصداقة القائمة بين الصين ولبنان وتدعيم التعاون المتبادل بينهما في كافة المجالات، بما يخدم الشعبين بصورة أفضل. سيواصل الجانب الصيني كالمعتاد دعمه الثابت للجانب اللبناني في الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها، ويواصل تقديم ما في وسعه من المساعدة للجانب اللبناني في تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.
أتمنى لكم موفور الصحة والتوفيق، ولبلادكم الازدهار والرخاء ولشعبها السعادة والأمان".
وحمّل عون السفير مانجيان تحياته الى الرئيس الصيني مؤكدا حرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة. وكانت جولة افق تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان والتعاون بين لبنان والصين والمساعدات التي قدمتها لقطاعات عدة فيه.
واستقبل عون القائمة بالأعمال لدى سفارة لبنان في البرازيل السفيرة كارلا جزار وعرض معها العلاقات الثنائية بين لبنان والبرازيل، كما اطلع على أوضاع اللبنانيين والمتحدرين من أصل لبناني فيها.