الرئيس عون استقبل وفدًا قضائيًا فرنسيًا: غالبية مشاكل لبنان سببها غياب التدابير القضائية والقضاء بدأ القيام بواجبه

اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان "غالبية المشاكل التي عانى منها لبنان كانت بسبب غياب التدابير القضائية وانتشار الفساد، ولكن هناك حالياً مسار لتفعيل عمل القضاء الذي بدأ القيام بواجبه".

واعلن ان "اي مساعدة فرنسية في هذا المجال هي موضع ترحيب لما فيها من ايجابية لتعزيز وتحسين العمل القضائي في كل المواضيع من مكافحة الارهاب الى محاربة الفساد وغيرها".

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفداً قضائياً فرنسياً رفيع المستوى، برئاسة مديرة شؤون القضايا الجنائية والعفو السيدة لورلين بيريفيت Laureline Peyrefitte ، في حضور وزير العدل عادل نصار.

وضم الوفد الفرنسي المدعي العام المالي Jean francoit Bohnert ومساعدته Celine Gullet، المدعي العام لمكافحة الارهاب Olivier Christen ونائبته المولجة متابعة التحقيقات الدقيقة Olivia Farges، نائبة مديرة العدالة الجنائية المتخصصة Vanessa Bronstein، ممثلة الشؤون الأوروبية والدولية Cristina Mauro، المكلفة متابعة ملف التعاون مع شمال افريقيا والشرق الأوسط Elissa Ben Chaabane.

بداية، القت السيدة بيريفيت كلمة باسم الوفد شكرت فيها الرئيس عون على استقباله لها ولاعضاء الوفد، مشددة على "الصداقة العميقة التي تجمع البلدين منذ زمن طويل"، مؤكدة "تضامن فرنسا مع لبنان ودعمها للجهود الجبارة التي يقودها الرئيس عون للنهوض بالبلد".

كما شكرت الوزير نصار ووزارة العدل اللبنانية على تعاونهما، ولفتت الى ان "زيارة هذا الوفد هي التزام للتعهد الذي كان اطلقه الرئيس  الفرنسي ايمانويل ماكرون للرئيس عون خلال لقائهما بداية السنة الحالية، حيث كان توافق على مجيء وفد قضائي فرنسي رفيع المستوى الى لبنان لتقديم المساعدة والدعم في اطار الجهود لتنفيذ الاصلاحات القضائية والنقاط الموضوعة في هذا المجال".

الرئيس عون

ورحب الرئيس عون بالوفد، مشيداً ب"العلاقة التاريخية المتينة التي تجمع لبنان بفرنسا"، واعرب بداية عن تأثره وأسفه "لعملية السرقة التي تعرض لها متحف اللوفر اخيراً، آملاً ان يتم اعتقال السارقين واعادة المسروقات الى المتحف".

وجدد شكر لبنان على "الدعم المتواصل لفرنسا للبنانيين على مختلف الصعد، وعلى المساعدات العسكرية للجيش اللبناني"، مشيداً ب"الاستعداد الدائم للرئيس ماكرون لمساعدة لبنان في كافة المجالات: الامنية والقضائية والمالية والاجتماعية".

ولفت الرئيس عون الى ان "اسس القضاء في لبنان مستمدة من القضاء الفرنسي، وبالتالي فإن اي مساعدة فرنسية في هذا المجال هي موضع ترحيب لما فيها من ايجابية لتعزيز وتحسين العمل القضائي في كل المواضيع من مكافحة الارهاب الى محاربة الفساد وغيرها".

واشار رئيس الجمهورية الى "الخطوات العديدة التي تم اتخاذها بمعية وزير العدل، لتحسين القضاء ومنها التشكيلات القضائية التي كانت متوقفة منذ اكثر من 7 سنوات، وقانون استقلالية القضاء الذي اعادته رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب لدرسه مجدداً".

واوضح ان "المشاكل التي عانى منها لبنان سابقاً، كانت بغالبيتها بسبب غياب التدابير القضائية وانتشار الفساد، ولكن هناك حالياً مسار لتفعيل عمل القضاء الذي بدأ القيام بواجيه، و"قد تم فتح ملفات عديدة في هذا المجال وانا اتابعها مع وزير العدل".

ثم دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد تناول مختلف المواضيع المتعلقة بالاجراءات القضائية ومنها ما هو مرتبط بمكافحة الارهاب والفساد، وتم التأكيد على "ضرورة تعزيز التعاون في الشق القضائي بين البلدين، خصوصاً وان النظام القضائي اللبناني مشابه للنظام الفرنسي، وان اللقاءات التي ستعقد بين اعضاء الوفد الفرنسي ونظرائهم اللبنانيين، ستصب في هذا الاتجاه".

السفير الفرنسي

وكان الرئيس عون استقبل بعد ظهر اليوم سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات الاقليمية وموقف لبنان من موضوع التفاوض في ضوء ما كان اعلنه الرئيس عون في هذا المجال. كذلك تناول البحث الوضع في الجنوب.