الرواية الكاملة لاختطاف وقتل الشيخ الرفاعي

كتب جهاد نافع في الديار:

الجهود التي بذلتها الاجهزة الامنية كافة، وبالتنسيق بين شعبة المعلومات ومخابرات الجيش ، اسفرت عن إماطة اللثام عن جريمة قتل امام مسجد القرقف العكارية الشيخ احمد شعيب الرفاعي ، وهذه الجهود جنبت البلاد فتنة كبرى.

بعد خمسة ايام على اختطاف الشيخ الرفاعي، وفي سياق التحقيقات التي اجرتها شعبة المعلومات ، تكشفت خفايا الاختطاف التي كادت ان تؤدي الى فتنة في عكار والشمال، ومن المؤكد وفق مراجع دينية ، أن لا خلفيات سياسية او أمنية لجريمة قتل الشيخ الرفاعي، التي بينت التحقيقات الاولية ان خلفياتها عائلية بحتة وتتعلق بشؤون بلدية.

استنفار الاجهزة الامنية كافة، والتحقيقات أدت الى كشف خيوط الجريمة، وبالمتابعة لكاميرات المراقبة أظهرت حركة سيارة " كيا سيراتو" سوداء اللون، اضافة الى متابعة داتا الاتصالات، كل هذه المعطيات جعلت القوة الضاربة في شعبة المعلومات تداهم منزل رئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي واوقفته هو ونجليه علي ومحمد، وابن عمه عبد الكريم محمد الرفاعي. وليلا أفرج عن رئيس البلدية، واحتفظ بنجليه وبعبد الكريم، وسبق ذلك توقيف مصطفى ميقاتي، اثناء مشاركته في قطع طريق المحمرة احتجاجا على اختفاء الشيخ الرفاعي.

الافراج عن رئيس البلدية، جاء لتنفيس الاحتقان في بلدة القرقف التي شهدت غليانا غير مسبوق، وابدى رئيس البلدية استعداده للادلاء بافادته لدى الاجهزة الامنية. وكان مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا قد تمنى على الاجهزة الامنية تأجيل الاستماع الى رئيس البلدية لصباح أمس السبت، منعا لانفجار الاحتقان في البلدة، وأعيد توقيف رئيس البلدية الشيخ يحيى والاستماع الى افادته والاستفادة من معلوماته...

في هذه الاثناء، وصلت الى القرقف قوة كبيرة مؤللة من الجيش انتشرت في البلدة وطوقت مداخلها.

وفي التفاصيل، المتابعة لخط سير الشيخ احمد الرفاعي، منذ لحظة مغادرته منزله، انه اتجه اولا الى مستشفى حلبا الحكومي وسدد مبلغا من المال عن مريض كعادته في مساعدة المحتاجين، ثم تابع سيره باتجاه طرابلس متوقفا لاداء صلاة المغرب في مسجد البركة بالبداوي، وبعدها اتجه الى الميناء خلف الجامعة العربية بناء على اتصال حوالى الساعة السادسة واربعين دقيقة، حيث عثر في الموقع على قناع اسود وقفازات وبقع دم، وآخر ظهور لهاتفه كان في محلة البحصاص وبعدها اقفل الهاتف.

بالمتابعة للكاميرات وتحليله، ظهر مسار جيب كيا سيراتو سوداء اللون، وبالمعطيات التي توافرت، جرى اولا توقيف مصطفى ميقاتي اثناء مشاركته في قطع طريق المحمرة، ومن ثم جرت مداهمة منزل رئيس البلدية الشيخ يحيى الرفاعي، واوقف ليل الجمعة ابنه محمد، وابن عمه عبد الكريم، وفي ببنين اوقف ابن رئيس البلدية الآخر علي.

في البدء اعترف الموقوفون بمكان سيارة الشيخ احمد نوع هوندا، والتي كانت بالقرب من مستشفى هيكل بمحلة الهيكلية - راسمسقا، وصباح امس اعترف علي نجل رئيس البلدية ، بقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي بمشاركة مصطفى ميقاتي، ورمي جثته بمحلة ضهر حسين بعيون السمك.

وبلغ حتى ليل امس، عدد الموقوفين على ذمة التحقيق خمسة، هم : رئيس البلدية الشيخ يحيى الرفاعي ونجلاه محمد وعلي، وابن عمه عبد الكريم ومصطفى ميقاتي وخالد الرفاعي، وتجري ملاحقة ثلاثة آخرين ...

وحسب المصادر، ان الشيخ الرفاعي كان يتلقى تهديدات بالقتل من الموقوفين المذكورين منذ مدة، نتيجة خلافات قديمة مردها شؤون بلدية وهدر مالي ، ودعاوى قضائية كان يتولاها الشيخ الرفاعي بوجه رئيس البلدية، منها دعاوى لدى وزارة الداخلية وهيئة التفتيش المركزي، تعود الى العام ٢٠١٢، وتطورت الخلافات اثر اتهامات وجهت لرئيس البلدية بالاثراء غير المشروع، مما ادى الى وقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين العام ٢٠١٩، وفي شباط ٢٠٢١ أحرقت سيارة الشيخ احمد شعيب الرفاعي، وبعدها جرى احراق سيارتين في البلدة، ورغم كشف المعتدين بتحليل كاميرات المراقبة لم يوقف اي من المتهمين، هذه المعطيات تفاقمت الى درجة ان الشيخ الرفاعي بدأ بتلقي اتصالات تهديد بالقتل...

مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، وجه نداء الى اهالي القرقف تمنى عليهم التروي والهدوء وبانتظار البيان الرسمي من الجهات الامنية المختصة.

وعقد مساء، اجتماع طارئ في دار الفتوى في حضور المفتي زكريا وحشد من المشايخ وفعاليات عكارية، ويجري التواصل مع المعنيين للوقوف على النتائج النهائية لاتخاذ موقف واضح من القضية.

وطلب الشيخ بلال احمد بشير الرفاعي (رئيس لجنة متابعة قضية الشيخ احمد شعيب الرفاعي)، من الجميع التهدئة، وان تكون الامور في موازين القضاء، ولا يجب التصرف خارج القانون والقضاء، وانتظار نتائج التحقيقات الجارية ..