السجائر الإلكترونية والعادية... "الاستخدام المزدوج" حلٌّ أكثر خطورة

كشفت دراسة جديدة أن الجمع بين تدخين السجائر التقليدية واستخدام السجائر الإلكترونية، المعروف بـ"الاستخدام المزدوج"، لا يوفر أي فائدة صحية مقارنة بالتدخين وحده، ما يفنّد الاعتقاد السائد بأن التحول المؤقت إلى السجائر الإلكترونية قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
ونُشرت الدراسة في مجلة بحوث النيكوتين والتبغ، واعتمدت على تحليل بيانات ما يقارب 2700 شخص بالغ شاركوا في دراسة فيدرالية حول التأثيرات طويلة المدى لاستخدام التبغ. 
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يدخنون ويستخدمون السجائر الإلكترونية معًا يتعرضون لمستويات مماثلة من النيكوتين والمواد المسببة للسرطان كتلك التي يتعرض لها المدخنون فقط.
ووفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، يُعد الاستخدام المزدوج أكثر أشكال الاستخدام المتعدد للتبغ شيوعًا حاليًا، وغالبًا ما يتبناه الأفراد الذين يحاولون تقليل عدد السجائر التي يدخنونها أو الإقلاع عنها تدريجيًا.
لكن نتائج الدراسة تشير إلى أن هذه الاستراتيجية قد لا تكون فعالة. فقد أظهرت البيانات أن مستخدمي التبغ المزدوج والمدخنين فقط لديهم مستويات أعلى من مادة النيتروزامين الخاصة بالتبغ، وهي مركبات عضوية يُعتقد أنها تسبب السرطان، مقارنة بالأشخاص الذين يقتصرون على استخدام السجائر الإلكترونية فقط. 
كما أظهرت الدراسة أن المستخدمين المزدوجين لديهم مستويات مرتفعة من ثلاثة مركبات عضوية متطايرة مرتبطة أيضًا بالسرطان.

وأكدت الدراسة أن "الاستخدام المزدوج ليس بديلاً آمنًا للتدخين، ولا يقلل من التعرض للمواد الضارة"، داعية الأطباء وخبراء الصحة العامة إلى توعية الأفراد بالمخاطر المرتبطة باستخدام السجائر والسجائر الإلكترونية في آنٍ واحد.
ويشدد الخبراء على أن الإقلاع التام عن التبغ هو السبيل الأنجع لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة به. ويوصي الباحثون وجهات الصحة العامة باللجوء إلى استراتيجيات مبنية على الأدلة، مثل العلاج السلوكي والأدوية المعتمدة، كطرق أكثر فعالية للتغلب على إدمان النيكوتين.