السلطة مستقيلة من دورها...ماذا لو جُرَّ لبنان الى الحرب؟

حجبت غارات المقاتلات ودوي المدافع وعمليات القتل في فلسطين المحتلة كل اهتمام خارجي بالازمة اللبنانية، وحتى الحملات السياسية والاعلامية المتبادلة بين القوى المحلية خف وهجها، وباتت انظار العالم شاخصة الى الساحة الفلسطينية على رغم مرور اسبوع ونيف على عملية طوفان الاقصى ترقبا لما سيؤول اليه الوضع الميداني بعدما تكثفت الى الحد الاقصى غارات الابادة الاسرئيلية على قطاع غزة، ولم يعد الاهتمام بملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية يشغل اهتمام اللبنانيين الذين تسمرت عيونهم امام شاشات التلفزة وتلقي الاخبار الواردة من الحدود الجنوبية وحركة الميدان خشية انزلاق البلاد الى اتون المعارك وجرفها مع طوفان الاقصى بعدما دفعها اداء المنظومة الحاكمة الى قعر الهاوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا. 

وعلى رغم الاستنفار الدبلوماسي والامني الذي سجله المشهد السياسي وتحول المقار الرسمية الى خلايا نحل تستقبل وتودع السفراء والقادة الامنيين بحثا عما يقي لبنان شر الطوفان، الا ان الوضع بقي غير مطمئن نتيجة الخروقات التي تشهدها الحدود الجنوبية وتبادل عمليات القصف بين المناطق المحاذية. 

النائب التغييري ملحم خلف يسجل عبر "المركزية" غيابا كليا للحكومة كما للمجلس النيابي عن مسؤولية مواكبة الحرب والاحداث الدائرة في المنطقة، لافتا الى وجود استقالة جماعية للمرجعيات والقيادات المعنية بمعالجة الاوضاع المتروكة على غاربها على كافة الصعد والمستويات. ويسأل: الا يفترض بالسلطتين التشريعية والتنفيذية ان تضعا خطة مواجهة تحسبا لما قد يستجد عسكريا انطلاقا مما يجري على الحدود الجنوبية؟ اليس مطلوبا استنفار اجهزة الطوارئ من دفاع مدني وصليب أحمر ومستشفيات واطقم طبية وسواها تحسبا لنجاح اسرائيل في استدراج حزب الله الى المعركة؟ 

ويتابع: حكومة تصريف اعمال فهمنا، لكنها لا تقوم بأدنى واجباتها. رئيسها علنا يقول عن امكان جر لبنان الى الحرب، "القرار مش بإيدي". وزير خارجيتها ما شارك في اجتماع عربي او دولي الا وعاد خائبا ومهزوما. جلسات وجلسات للجان النيابية ومن دون نتيجة. 

ويضيف ردا على سؤال معتبرا ان عمليات حماس من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل والاراضي المحتلة ستبقى مضبوطة ومربوطة بمواقف حزب الله من المعركة وتطورها. 

ويختم داعيا الى تحصين لبنان وتمكينه من مواجهة المخططات التي تحوم في سماء المنطقة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انقاذ تنهض بلنان من الكارثة التي انحدر اليها، مؤكدا بقاءه في المجلس النيابي الى حين ملء الشغور الرئاسي.