فشل النظام السوري مجدداً في خلق شارع مؤيد له في مقابل الشارع الثائر المطالب بالتغيير السياسي، في السويداء في جنوب سوريا، على المستويين الديني والاجتماعي، وذلك بالتزامن مع استمرار الانتفاضة ضده للأسبوع السادس على التوالي.
وبدأت تلك المحاولات من النظام عبر مواليه في ريف دمشق، وصولاً إلى لبنان، قبل أن تعود إلى السويداء، من دون أن تحقق غرضها، ذلك أن زخم الحراك الشعبي في تزايد، والأدوات التي تستخدمها، مُستهلكة، بحسب شبكة "السويداء24".
وقالت الشبكة إن الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز التي تلى باسمها الشيخ عبد الوهاب أبو فخر بياناً يعلن فيه الوقوف إلى جانب الأسد، "هي هيئة روحية مُستجدة لم يسمع بها أحدٌ من قبل، ولا تحمل توقيع أي مرجعية من المرجعيات الروحية الرئيسية في محافظة السويداء".
وأَضافت أن النظام السوري "لم يستطع حتى استقطاب شيخ العقل يوسف جربوع لانتزاع موقف منه ضد الحراك الشعبي، رغم أن موقفه لا يُلبي تطلعات الشارع، لكنه لم يقف ضده".
وأوضحت أن بيان أبو فخر "جاء بشكل منفرد، وسبق أن دعم تاجر المخدرات المعروف راجي فلحوط قبل سنة ونصف السنة، في وجه حملة الفصائل المحلية في السويداء لاستئصال مجموعاته، ولذلك فإن هذه الموقف ليس غريباً".
وتساءلت الشبكة عن "أي شارع موالٍ يتحدث النظام السوري في السويداء، في ظل وجود 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر؟ وعن أي شارعٍ مؤيد لسياساتها التي أنهكت البلاد والعباد؟" مؤكدةً أنه لن يجد إلّا شخصيات مُستجدة، وأدوات مستهلكة.
ويبدو أن محاولات النظام لخلق هذه الشارع المؤيد الذي تتحدث عنه الشبكة الإخبارية، "يثبت عجز النظام وعدم رغبته في الاستجابة حتى للحدود الدنيا من مطالب الحراك"، كما "يثبت عجزه عن استخدام الحل الأمني كما فعل مع باقي المحافظات، بسبب خصوصية السويداء معقل الطائفة الدرزية".
وبسبب تلك الخصوصية، يدرك النظام تماماً أن روايته حول حماية الأقليات الدينية سيتم نسفها، وبالتالي فإن خلق شارع مضاد في السويداء هو الحل الأمثل له، لكن حراك وزخم الشارع الثائر ومشاركة جميع قرى وبلدات المحافظة الجنوبية لسوريا، ستصطدم بالفشل الأكيد.
وتأتي تلك المحاولات بالتزامن مع استمرار الحراك في السويداء لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، حيث تظاهر العشرات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، رافعين شعارات تطالب بالحرية والكرامة وإطلاق سراح المعتقلين، كما هتفوا من أجل إسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
وفي مدينة شهبا، خرج المئات في مظاهرة حاشدة هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات قبل 5 أسابيع، هتفت "عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد".
وأظهرت مقاطع مصورة ترديد المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة الملعب الروماني في شهبا، عبارات مناهضة للأسد ونظامه، وسط مشاركة كبيرة من جميع القرى المحيطة بالمدينة.