شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا الجمعة، تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من أبناء المحافظة للمطالبة بالتغيير السياسي والتأكيد على استمرار التظاهرات المناهضة للنظام للسوري حتى تحقيق جميع المطالب.
وشارك في التظاهرة المركزية التي خرجت في ساحة الكرامة وسط المدينة، مئات المحتجين من الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية والأهلية للتأكيد على مطلب الحراك الرئيسي بتحقيق الانتقال السياسي والسلمي للسلطة وفق قرار مجلس الأمن 2254.
ورفع المتظاهرون لافتات للتعبير عن المطالب الرئيسية لاسيما مطلب الإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون النظام السوري، كما هتفوا للحرية والعدالة ولإسقاط رئيس النظام بشار الأسد ومنظومته الأمنية الاستبدادية.
وللجمعة الثانية على التوالي، تشهد التظاهرة المركزية رفع رايات عديدة في مشهد يؤكد على تناسي وتجاوز الخلافات التنظيمية والسياسية التي عصفت بالحراك وأدت إلى تراجع زخمه خلال الفترة الماضية، والذي كان أحد أسبابه الرايات المرفوعة ضمن الساحة.
وكانت تظاهرة الجمعة الماضية، قد شهدت ظهور تلك الرايات بعد غياب طويل مع أصحابها من المتظاهرين والسياسيين، حيث أتت التظاهرة للتأكيد على تلاحم أبناء المحافظة في وجه التلويح بالقوة الذي يمارسه النظام، والذي تمثّل بإرسال تعزيزات عسكرية وأمنية للمحافظة.
وفي السياق، قالت شبكة "أي إن إس" الإخبارية المحلية في السويداء، إنها حصلت على تسريبات تنصّ على إصدار أجهزة النظام الأمنية قائمة اعتقال تضم 200 شخصية في السويداء بينهم سياسيون ونشطاء وإعلاميون وقادة بعض الفصائل الداعمة للحراك الذي تشهده المحافظة منذ 9 أشهر.
وأضافت الشبكة أن النظام شكّل ما يشبه خلية إدارة أزمة في السويداء المنتفضة عليه، موضحاً أن عمل الخلية يتركز على إنهاء الحراك السياسي من دون الصدام المباشر معه. وتضم الخلية ثلاثة أشخاص يتزعمون ميليشيا محلية مسلّحة مدعومة من جهاز الأمن العسكري مباشرة، وشخصيات محلية ذات تأثير اجتماعي واسع، وقادة ثلاثة أجهزة أمنية في المحافظة.