الشرع تَقبَّل أوراق السفير اللبناني هنري قسطون

أعلنت رئاسة الجمهوريّة السّوريّة في بيان رسميّ، اليوم، عن تقبُّل الرئيس السّوريّ أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق، أوراق اعتماد سعادة السفير هنري قسطون، سفير الجمهورية اللبنانية لدى الجمهورية العربية السورية، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السوري السيد أسعد الشيباني.

يُذكر أن قسطون هو دبلوماسي لبناني بارز، شغل منصب سفير لبنان لدى ليبيريا، إضافة إلى توليه مهام القائم بأعمال السفارة اللبنانية في مالي. وقد قدم أوراق اعتماده إلى السلطات السورية في حزيران 2025.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين لبنان وسوريا شهدت تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة. ففي السابق، كان المجلس الأعلى اللبناني السوري يشكل أداة أساسية للتنسيق بين بيروت ودمشق، لا سيما في ظل الوجود العسكري السوري في لبنان. وكان المجلس يشرف على ملفات أمنية واقتصادية حساسة ويُساهم في بلورة العديد من الاتفاقات الثنائية.

لكن بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في عام 2005، تراجع دور المجلس بشكل ملحوظ، واقتصر نشاطه على مهام رمزية وإدارية، دون أن يتم إلغاؤه رسميًا. وفي تشرين الأوّل 2025، تم تعليق أعمال المجلس الأعلى اللبناني السوري.

وكانت الحكومة اللّبنانيّة قد عينت ميشال خوري في كانون الأوّل 2008 كأوّل سفير لبناني لدى سوريا، إذ تسلم مهامه رسميًّا في تمّوز 2009، ثم أنهى مهامه كسفير بنهاية عام 2013 بعد بلوغه السنّ القانونيّة للتقاعد، ما أدى إلى شغور أولّ امتد نحو 4 سنوات. وفي 2017 تمّ تعيين السفير سعد زخيا الذي أنهى ولايته في نهاية 2021، لتدخل العلاقات مرحلة شغور جديدة امتدت حتى تعيين قسطون سفيرًا ثالثًا للبنان في دمشق عام 2025. وكان نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري قد أعلن في تشرين الأول الماضي أن التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين سيُستأنف قريبًا، مؤكدًا وجود فرصة لإعادة صياغة العلاقة على أسس جديدة، تراعي التكافؤ والاحترام المتبادل، بعد عقود من علاقات وصفها بـ"غير المتوازنة".