المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الأربعاء 26 حزيران 2024 15:31:41
في عظته الاخيرة الأحد الماضي، طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بتطبيق القرارات الدولية وبالتصدي لتحويل لبنان منطلقا لاعمال ارهابية. واعلن "إنّنا نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة: إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن تطبيق قراراته لا سيما القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد، وتحويله من واقع سياسيّ وأمنيّ إلى واقع دستوريّ يعطيه صفة الثبات والديمومة من خلال رعاية دوليّة".
ووفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن مواقف الراعي يجب الا تشكل تحديا لأحد او تستفز اي فريق في الداخل. فللتذكير، القرار 1559 يطالب بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الشرعية. اما القرار 1701 فقبل به حزب الله عام 2006 من خلال وزرائه الذين كانوا مشاركين في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك. ايضا، ترسيم الحدود مع سوريا، يُعتبر مدخلا لتنظيم العلاقات بين لبنان وسوريا وفيه إفادة للدولتين..
الراعي اعترض ايضا على ان يكون لبنان منطلقا لأعمال ارهابية، اي انه اعترض على تهريب الاسحلة والمسلحين والممنوعات والكبتاغون من لبنان الى المنطقة. والجدير ذكره هنا، لمن نسي، ان هذا التهريب كان المسبب الرئيس لقطيعة بين لبنان ومحيطه وبعده الحيوي، حيث سحبت الدول الخليجية سفراءها من لبنان، لانها صارت تعتبر ان لبنان يهدد امنها واستقرارها.
تشرح المصادر هذه النقاط وتفنّدها، لأن عظة الراعي، أزعجت المجلسَ الاسلامي الشيعي الأعلى، فارتأى الا يشارك في اللقاء الجامع الذي دعت اليه بكركي امس والذي جمع المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية، مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وقد اوضح المجلس الشيعي ان هذه القطيعة تأتي اعتراضا على موقف بكركي معلنا عن حرصه على أطيب العلاقات مع الفاتيكان.
وهنا، تسأل المصادر، هل يمكن فعلا ان يعترض المجلس الشرعي على المطالب المذكورة اعلاه؟ هل هو ضد تحويل لبنان محطة لتصدير الارهاب الى المنطقة؟ هل هو ضد ترسيم الحدود مع سوريا؟ هل يعترض على حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية؟ الا يريد تنفيذ القرار 1701 الذي وافق عليه حزب الله؟!
بحسب المصادر، موقف "المجلس" ليس الا نتيجة لطلبٍ يبدو وصله من حزب الله، لتوجيه رسالة الى بكركي. فالصرح الذي يُعتبر رأس حربة في الدفاع عن السيادة وعن الدولة في وجه الدويلات، مزعج للحزب ولمخططاته ومشاريعه واهدافه السياسية والعسكرية والاستراتيجية.. وهنا، تعرب المصادر عن أسفها لكون المجلس يستخدم من الحزب لتوجيه الرسائل الى معارضيه، بما يفقده دوره الروحي الوطني، ويدخله في الزواريب السياسية الضيقة...