الصراع الاوكراني – الروسي في أقرب مرحلة الى الحلّ.. ما الثمن؟

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس، أن "الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا أصبح أقرب من أي وقت مضى"، وذلك بعد يومين من المحادثات بين مسؤولين أميركيين وأوروبيين وأوكرانيين في برلين، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والتي أدت إلى تضييق الفجوات في العديد من القضايا العالقة. فهل بات لقاء ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبًا؟

المحلل السياسي توفيق شومان يؤكد لـ"المركزية" ان "خطوط التسوية العامة أصبحت واضحة بصرف النظر عن التفاصيل التي يمكن أن تطرأ فيما بعد، وهي قائمة على تبادل الأراضي وعلى الاعتراف بالوجود الروسي على مساحة نحو 20 في المئة من الأراضي الاوكرانية، وهذا يعني الاعتراف بالأمر الواقع العسكري الذي فرضته روسيا، تحديدا في المناطق المحاذية لها في شرق اوكرانيا. من جهة أخرى هناك بعض المسائل العالقة، وأظن أنها تسلك طريقها الى الحل، بصرف النظر عن التوقيت، هي أولا الانتخابات الاوكرانية، لأن زيلينسكي قد يصبح خارج المشهد وقد يكون الثمن في الوقت نفسه إزاحة الرئيس نيكولاس مادورو في فنزويلا، من أجل ترسيخ التوازي في السياسات الدولية، وبالتالي معادلة زيلينسكي مقابل مادورو أمر مطروح. وثانيا، ضمان توقيع اوكرانيا على تعهد بعدم طلب الدخول في حلف شمال الاطلسي "الناتو" والتزام الأخير بعدم ضم اوكرانيا. لكن المسألة الاساسية التي يمكن ان تأخذ مجالا واسعا من النقاش والبحث هي الضمانات الأمنية التي تطلبها اوكرانيا ويساعدها في ذلك الاوروبيون، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم يمكن أن يشكلوا الدرع الأمني لأوكرانيا من خلال طرح وجود قوات اوروبية في اوكرانيا، عامودها الفقري ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. لكن روسيا تعارض لغاية الآن الأمر، في حين ان الاميركيين لا يؤيدونه لكنهم في الوقت عينه لا يعارضون مثل هذه الضمانة".

ويشير الى ان "المشكلة الآن تحولت بصورة أساسية والى حد كبير جدا الى روسية – اوروبية عنوانها اوكرانيا، أكثر مما هي أميركية -روسية. من هنا، فإن جزءا اساسيا من الحملة الاعلامية والسياسية التي يقودها ترامب ضد دول الاتحاد الاوروبي ويتهمها باتهامات لاذعة، له علاقة بأن الاوروبيين غير متجاوبين بالشكل الكلي والمطلق مع ما يطرحه ترامب الذي يعتبر ان التحدي الأمني والاقتصادي لا يأتي من روسيا وإنما من الصين، وبالتالي يعتبر ان حل مشكلة اوكرانيا بالطريقة التي يجب ان تُحل بها تجعل الولايات المتحدة الاميركية تعطي الاهتمام الأكبر للتحديات الصينية على كل المستويات السياسية والامنية والاقتصادية".

وعن لقاء ترامب -بوتين -زيليسكي يجيب شومان: "الرئيس الروسي ينطلق في سياسته التعاملية مع اوكرانيا باعتبار ان هذه المشكلة ليست بين اوكرانيا وروسيا، بل بين روسيا والغرب، لذلك أظن بأن القمة ممكن ان تكون بين ترامب وبوتين، والتي كان من المفترض أن تُعقد في المجر قبل شهر ونصف لكنها ألغيت لأسباب متعددة، أهمها عدم التوصل الى العناوين العريضة لحل الأزمة. أما ان تكون هناك قمة ثلاثية، فإن زيلينسكي بلا شك يطالب بمثل هذا الامر لكن بوتين يرفض ذلك، إلا إذا كانت بين بوتين ودول الاتحاد الاوروبي ويحضرها زيلينسكي، لكن أن تكون ثلاثية فإن الموقف الروسي يستبعد ذلك".