المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 5 آب 2021 17:12:14
لافتا كان تزامن إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنة كريات شمونة أمس. ففي وقت كان لبنان يحيي ذكرى جريمة تفجير مرفأ بيروت الأولى بدأت تتردد أخبار عن إطلاق 3 صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية، سقط 2 منها في مستوطنة كريات شمونة والثالث في سهل مرجعيون. الردٌ الإسرائيلي بدوره كان لافتا حيث استعمل الطيران للمرة الأولى منذ حرب 2006 ضاربا بذلك القرار 1701. وفي وقت وضعت إسرائيل الصواريخ برسم "فصائل فلسطينية" إلا أنها حمّلت المسؤولية للدولة اللبنانية. فما هي أبعاد هذا التوتر وتزامنه مع حدثين بارزين هما إحياء ذكرى تفجير مرفأ بيروت وانعقاد مؤتمر الدعم للبنان وما تضمنه من مواقف فرنسية وأميركية لم تخل من النبرة التصعيدية تجاه المسؤولين والمنظومة السياسية الحاكمة في لبنان.
العميد الركن المتقاعد خالد حماده أوضح عبر "المركزية" أن "ما جرى على الحدود الجنوبية في الأمس هو تغيير نوعي في طبيعة الإنتهاكات والإشتباكات التي تحصل عادة عبر الحدود" وأشار إلى "أنها المرة الثالثة التي يتنصل فيها حزب الله من إطلاق الصواريخ وينسبها إلى فصيل فلسطيني لا يسيطر عليه. واللافت أن إسرائيل تبنت رواية حزب الله وأكدت أنه "ربما ليس مسؤولا عن هذا الموضوع بل ربما هي أحد الفصائل الفلسطينية التي لا يسيطر عليها".
أضاف حماده: "هذا الإلتقاء في المواقف يأخذنا إلى استنتاج بديهي مفاده أن القرار 1701 الذي اتخذه مجلس الأمن في أعقاب حرب شنتها إسرائيل على لبنان لتجريد حزب الله أو لتأمين منطقة جنوب الليطاني أصبح بحاجة إلى تعديل أو ربما قواعد إشتباك جديدة، لأنه عندما يتفق حزب الله مع إسرائيل أن هناك فصيلا فلسطينيا خارجا عن السيطرة فهذا يعني أنه بات يستلزم معالجة أخرى غير مدرجة في القرار 1701 وقواعد الإشتباك. وسأل حماده: "ماذا سيقول الآن قائد اليونيفيل للأمم المتحدة؟ وماذا سيكون عليه موقف الأمين العام للأمم المتحدة عندما يعرض هذا الموضوع في مجلس الأمن لا سيما بعد الشكوى التي تقدم بها لبنان؟ من المسؤول عن الإنتهاكات التي إذا شئنا أن نصدق، ونحن لا نصدق، أن فصيلا فلسطينيا قام بها؟".
من جهة ثانية أشار حماده "أنه إذا كان هناك فصيل فلسطيني، وإسرائيل تستعمل المدفعية والطيران للتصدي لهذا الموضوع، فهذا يعني إدخال قواعد جديدة في اللعبة وهي السماح للطيران الإسرائيلي بدخول الأجواء اللبنانية وشن هجمات على الجنوب اللبناني. مما يعني أن الجنوب اللبناني أصبح متصلا ببقعة العمليات في سوريا حيث تقول إسرائيل إن هناك ميليشيات إيرانية تؤثر على أمنها واستقرارها". ولفت إلى أن "استخدام الطيران ليس روتينيا ولا مؤشراً إعتيادياً مما يعني أن ضربات الطيران ستتكرر في كل مرة يحصل إطلاق صواريخ وربما اشتباه إسرائيلي بأن ثمة فصيلا يقوم ببناء بنى تحتية، وأن الفصيل الفلسطيني سيصبح أشبه بـ"قميص عثمان". وسيستثمرها الإسرائيلي حتى النهاية".
بالنسبة إلى ربط الموضوع بـ 4 آب قال حماده: "لا صلة مباشرة لهذا الموضوع إنما هناك علاقة حتمية مع ما يحصل في الخليج وإلإعتداءات التي تتم على ناقلات النفط والسفن مما يدل إلى فصل جديد من العلاقات الدولية التي تأخذ طابعا عسكريا إلى حد ما بين طهران وواشنطن. لكن هذا لا يعني أنه سيذهب إلى صدام عسكري. لا يزال الموضوع مبكرا لهذا الإستنتاج إنما هناك قواعد لعبة جديدة وعلاقات دولية جديدة على حساب الإستقرار الإقليمي بين واشنطن وحليفتها طهران اللتين قد تكونان قد اتفقتا ربما على قواعد اشتباك تحت عنوان القضاء على الإستقرار في المنطقة وتدمير الإقتصادات والأنظمة السياسية فيها. اليوم هناك وجه جديد للإتفاق على العلاقات لم تتحدد معالمه بعد لذلك ما نراه نوع من عدم الإرادة الأميركة في أخذ هذه الإعتداءات على محمل الجد."
وختم: "في ما خص تزامن الضربات مع مؤتمر الدعم فهو لا يدخل في هذا المشهد لأن الرسالة من المؤتمر كانت التأكيد على فساد الطبقة السياسية في لبنان وعدم إمكان عقد أي اتفاق معها. كما فقد الأمل من ترميم العلاقة معها. لكن هذه الطبقة ما عادت تهمها الإنتقادات القاسية لكثرة ما تنهال عليها".