الطبطبائي.. فشلت عملية التجميل ونجح الاغتيال

من يراقب الصور ويقارن القديمة بالجديدة، يجد أن علي الطبطبائي آخر المنضمين إلى لائحة الاغتيالات، خضع لعملية تجميل ظناً منه بانها ستبعده عن قافلة الموت، ففشلت عملية التجميل ونجحت عملية الإغتيال، بالتالي، فإن عمليات التجميل لن تستطيع إخفاء نبرة الصوت، والشكل الهيكلي لأي شخصية يتم رصدها عبر أجهزة الذكاء الاصطناعي والمتطورة جداً لدى الجيش الإسرائيلي.

وفقاً لمصادر خبيرة في الشأن الأمني والرصد، فإن عمليات التجميل قد تُستخدم في بعض الأحيان كجزء من محاولات تغيير الهوية أو المظهر بهدف التخفي أو الابتعاد عن الأنظار، خاصة من قبل شخصيات تشعر بأنها مستهدفة أو مهددة، ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن الاعتماد على عمليات التجميل وحدها كدرع حماية ضد محاولات الاغتيال أو الاستهداف الأمني هو أمر غير كافٍ على الإطلاق وفعاليته محدودة جداً في الواقع العملي، خاصة ضد الجهات المنظمة.

يشير الخبراء عبر “صوت بيروت إنترناشونال”، إلى أن الاستهداف الأمني والاغتيالات، مثل الحالة التي يبدو أنها وقعت مع الطبطبائي لا تعتمد على التعرف على الشخص من ملامحه في الشارع، بل تعتمد على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، مثل:
الموقع: أين يسكن؟
الروتين: ما هي مساراته اليومية؟
الشبكة الاجتماعية: من يتصل به؟
التحقق الحيوي: قد تعتمد أساليب التحقق الحديثة على الصوت، أو البصمات، أو بصمة العين، وليس فقط ملامح الوجه.

يرى الخبراء أن للحصول على تغيير يمنع التعرف بالكامل شيء مستحيل، لأن العملية يجب أن تكون جذرية تغيير شكل الأنف، الذقن، العظام، مما يتطلب وقتاً للتعافي ويترك آثاراً قد تكون لافتة للانتباه، وإذا كانت الشخصية بالفعل تحت المراقبة، فإن أي تغيير مفاجئ في المظهر أو الروتين سيتم تسجيله وتحليله من قبل الجهة المستهدِفة.

يضيف الخبراء، أنه عادةً ما تُنفذ الاغتيالات السياسية أو الأمنية من قبل أجهزة أو جهات لديها قدرات لوجستية وتكنولوجية عالية، هذه الجهات قادرة على، اختراق الاتصالات، واستخدام وسائل تتبع إلكترونية، والتسلل إلى الدائرة المقربة، وهذا يعني أنه في حالات الاستهداف الأمني الجاد، يُنظر إلى عمليات التجميل على أنها محاولة يائسة أو إجراء إضافي هامشي.

في سياق الاستهداف عالي المستوى، كما هو الحال مع القيادي هيثم علي الطبطبائي، فإن عملية الحماية تكون معقدة للغاية وتعتمد على عوامل أخرى أهم بكثير من تغيير المظهر الخارجي، إذ تُظهر نتائج تحليل الاغتيالات عالية المستوى مثل الطبطبائي أو غيره من القادة، أن مفتاح النجاح يكمن في المعلومات والتكنولوجيا، بحيث يتم استهداف القادة العسكريين والسياسيين باستخدام تقنيات تتبع متطورة لتحديد موقعهم بالطابق والغرفة، أو عبر تحديد إحداثيات المركبة، ولا بد من الإشارة هنا ان التجميل لا يغير بصمة الهاتف، أو إشارة جهاز التتبع (GPS)، أو بصمة الإشعاع الحراري للجسم، كما أن بصمة الصوت والروتين، حتى لو تغيرت ملامح الوجه، فإن الروتين اليومي، والمسارات، وشبكة الاتصالات، وبصمة الصوت، كلها عوامل يمكن استخدامها للتعرف على الشخص المستهدف.