المصدر: Kataeb.org
الاثنين 29 كانون الثاني 2024 11:31:24
تتنوع مخاطر الطرقات في لبنان وتتعدّد، سواء على الطرقات السريعة أو على الطرقات الجبلية، وتتراوح هذه المخاطر بين أحوال الطقس الرديئة، وأحوال الطرقات غير المصانة، وغياب السلامة المرورية.
مؤسّس جمعية "اليازا" زياد عقل وفي حديثه لـ"النهار"، يرى أنّ الطرقات الدولية كافة في لبنان تحتاج إلى صيانة، وحتى الساحلية منها، وليس فقط عند شكا وضهر البيدر. ويذكر أنّه عندما استحصل لبنان على قرض من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار أميركي فريش لصيانة الطرقات العامة الدولية، لم تنفَق هذه الأموال بالشكل المناسب، إذ توزعت على المناطق وفق المحاصصة، وأجريت الصيانة في مناطق بحاجة إلى صيانة، لكن الحاجة لم تكن ملحة، إذ إنّ الطريق الدولية لها الأولوية.
وقد طالبت "اليازا" المجلس الأعلى للسلامة المرورية بالبحث في صيانة الطرقات الدولية، ومن المجلس النيابي ضمن إطار سلطته الرقابية تقييم فعالية صرف القرض المذكور، "لأنّه من غير المقبول استمرار الحوادث على الطرقات الدولية بسبب الإهمال". والطرقات الداخلية ليست بمعزل عن غياب الصيانة أيضاً، فطرقات لبنان منذ عقود هي غير مؤهلة.
وبحسب عقل، قامت مبادرات على مستوى جمعيات وأفراد ومؤسسات لصيانة بعض الطرقات مثل إنارة نفق فينيسيا من قِبل إحدى الجمعيات وتعبيد جور كارثية عند طريق مزرعة يشوع، لكن "هذه الخطوات غير كافية بتاتاً، والجمعيات والمبادرات الفردية لا يمكن أن تقوم مقام الدولة، إذ إنّ وزارة الأشغال منذ سنوات متعاقبة لا تقوم بأعمال الصيانة كما يجب، والبلديات لا تتحرك للصيانة إلّا بعد أن يقع حادث معيّن، يذهب بنتيجته قتلى أو جرحى".
وفي إطار الإهمال والاستجابة السريعة تحت ضغط الحوادث، يذكّر عقل عندما قامت "اليازا" آخر الشهر الماضي بنداءات متكررة للمعنيين لمعالجة حفرة على طريق الشام الدولي بالقرب من شركة "سبينس" عمرها أكثر من سنة في نطاق منطقة الحازمية، بعد وقوع إصابتين بليغتين من جرائها، فعولجت في اليوم التالي.
ومع كثرة حوادث السير في منطقتي ضهر البيدر وشكا، مع ما يحمله هذان الطريقان من خصوصية جغرافية، إليكم إرشادات تجنّبكم حوادث السير على هذه الطرقات.
يختلف طريق شكا عن طريق ظهر البيدر. فطريق شكا هو أوتوستراد سريع يقود عليه السائق بسرعة أكبر من الطرقات الأخرى، بينما طريق ظهر البيدر هو طريق دولي وجبلي تسير عليه مركبات متعددة ومتنوعة.
ويشرح خبير السلامة المرورية كامل إبراهيم في حديثه لـ"النهار"، أنّ طريق شكا ينقسم إلى قسمين: الأول بين أنفه ونفق شكا، والآخر بعد النفق حيث انهار الجبل بسبب العاصفة الشديدة والأمطار الغزيرة. وهذه النقطة تشهد أعلى نسبة حوادث لأنّ السائقين يخرجون مسرعين من النفق فيُفاجؤون بنقطة تحويل السير.
ويضيف ابراهيم أن السائقين يسلكون الطريق السريع في لبنان لشعورهم بأنّه آمن، وهذا ما يجعلهم يقودون بسرعة دون الشعور بأي خطر. لكن أي خطأ يرتكبه السائق، تكون نتيجته وخيمة ويؤدي إلى إصابات خطيرة ومميتة.
ويتابع: "المشكلة تتفاقم ليلاً، لأنّ الرؤية تكون غير واضحة بسبب غياب الإنارة، والطرقات غير محدّدة بالشكل المطلوب، وتفتقد إلى إشارات التنبيه خصوصاً في أماكن تحويل السير. لذا، فإن المطلوب من السائق على هذه الطريق التأنّي في القيادة وبالسرعة المعقولة، لتفادي التعرض لأي حادث بسبب حفرة على الطريق مثلاً، ما يفقده السيطرة على السيارة.
ويلفت ابراهيم إلى أنّ السائقين في غياب الرادارات على الطرقات، يسيرون بسرعة أكبر، فيزداد احتمال حصول الحوادث، لاسيما المميت منها، وهذا الخطر ينطبق على منطقة شكا والقلمون والبالما.
لذلك، خلال العواصف والشتاء ومع غياب الرؤية الواضحة، يجب تخفيف السرعة إلى النصف لتكون ردة فعل السائق أقل مفاجأة تجاه أي حادث.
أمّا طريق ظهر البيدر الدولي، الطريق الأعلى في لبنان، فيسير عليه عدد كبير من المركبات بأنواعها المتعددة. والمشكلة الأساسية فيه أنّه ينقسم إلى طريق متوسط يمتد من الجمهور إلى صوفر، وخطورته تتمثل في أنّه يتضمّن مفترقات في منتصفه غير ظاهرة للسائقين، لاسيما في عاليه حيث تخرج الدراجات النارية والسيارات، وتباغت السيارات السائرة على الطريق العام.
أمّا القسم الآخر من هذا الطريق، فهو الممتد من بحمدون صعوداً، وفي آخره عندما ينتهي انقسام الطريق، يصبح غير محدد، ما يسبب ارتباكاً أكبر للسائق خلال القيادة، ويصبح احتمال التجاوز الخاطئ أعلى، ويتوه السائق في حدود الطريق بين الخط الأول والرابع، وفق ابراهيم.
ويشكّل وضع هذا الطريق خطورة على السائقين، إضافة إلى المنعطفات وأحوال الطقس الرديئة، إلى جانب المحلات التجارية على أطراف الطريق الذي يسلكه السائقون، إلى الشاحنات التي تكون مركونة على جوانب هذا الطريق.
لذلك، يجب التزام السرعة المحددة، "فأخطر ما يمكن أن يقوم به السائق هو التجاوز الخاطئ لا سيما على المنعطفات".
وعلى الرغم من وضع العاكسات الضوئية على جوانب طريق ضهر البيدر، فالأهم أن تكون الطريق مخططة ومزوَّدة بالإنارة. فإذا كان الطريق مخططاً بالخطوط البيضاء بوضوح مع عاكسات ضوئية على جوانبها، يكون الوضع أفضل إلى حد ما.
وحتى إن وجدت الإنارة، مع أحوال الطقس السيئة، يفضَّل ارتياد هذه الطرقات قبل مغيب الشمس والاستفادة من ضوء النهار. ففي الليل، مع تراجع حركة السير يسرع السائق أكثر، ما يزيد من حوادث السير.
وينصح ابراهيم أن يكون السائق على هذا الطريق مجهزاً لناحية التأكّد من جودة إطارات سيارته، ومن سلامة ماسحات المياه والفرامل والإضاءة.