الطلاب في مواجهة كورونا... هل يسبق التشريع نهاية العام الدراسي؟!

انطلاق العام الدراسي وسط تخبط كبير وتحديات لا تعد ولا تحصى، فمن جهة تفشي وباء كورونا دفع الى اعتماد التعليم عن بُعد، ومن جهة اخرى، تحول الازمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون، دون توفير سبل التكنولوجيا التي تسمح بنجاح تجربة "التعليم عن بُعد"، حيث لا كهرباء ولا انترنت بشكل سليم... اضف الى ذلك ان لا امكانية مادية للاهالي لشراء الاجهزة الالكترونية اللازمة (من كومبيوتر او تابلت) لمتابعة الدروس!

ازاء هذا الواقع دخلت لجنة التربية النيابية على الخط، لترتيب الوضع الدراسي اقله على المستوى المادي، وأوصت بإعادة طرح مشروع القانون المقدّم من الحكومة المستقيلة والمتمثل بتحويل 500 مليار ليرة (350 مليار ليرة إلى المدارس الخاصة و150 ملياراً إلى الرسمية)، على جدول أعمال اللجان النيابية المشتركة... فما سيكون مصير هذه التوصية، وهل ستبصر النور قبل انتهاء العام الدراسي، بما يسمح للطلاب الاستفادة منها في اسرع وقت ممكن؟!

اشار عضو لجنة التربية النائب ادكار طرابلسي الى ان العام الدراسي كي ينطلق بشكل طبيعي ليس بحاجة الى قوانين بل الى قرارات تدخل في الاطار التنفيذي او الاجرائي. وهنا كان وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب قد اتخذ قرارا بفتح المدارس في 28 ايلول الفائت ثم أُرجئ القرار الى 12 تشرين الاول بشكل متدرج. مع الاشارة الى ان هذا التأجيل حصل بناء على قرار "لجنة كورونا" المنبثقة عن الحكومة وتوصيات وزير الصحة.

معضلة عجزت عن حلها الدول

اما على مستوى لجنة التربية، فاشار طرابلسي في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى ان اللجنة عقدت بالامس اجتماعا شارك فيه وزيرا التربية والصحة حمد حسن، نقيب الاطباء شرف ابو شرف، ممثل منظمة الصحة العالمية وممثلون عن عدد من المؤسسات التربوية الخاصة، اضافة الى النواب الاعضاء. وكان الهدف نقاش كل القرارات المرافقة للعام الدراسي التي تتعلق بالوقاية والتباعد، اختصار الصفوف وتشعيبها وتقسيم دومات الطلاب بين الحضور في المدرسة والتعليم عن بُعد... وهنا ترك القرار لمدير كل مدرسة ان يقرر الانسب ضمن مؤسسته.

واشار طرابلسي الى أنّ ما يواجه لبنان على هذا المستوى يواجه دول العالم كافة، حيث لا يوجد اي حل جازم، سائلا: "اذا سجلت حالة كورونا في احدى المدارس، ما هو الاجراء الذي يفترض ان يتخذ: اقفال المدرسة او اقفال صف واحد، ماذا لو اصيب الاستاذ؟" وكرر: "هذه معضلة كبيرة لم تنجح اي دولة في ايجاد حل لها".