المصدر: وكالة الأنباء المركزية
السبت 29 كانون الثاني 2022 14:13:01
بعد موجة الصقيع التي ضربت لبنان وألحقت أضراراً بالمنتجات الزراعية، جاءت العاصفة "ياسمين" فغلفّت لبنان بالثلوج حتّى وصلت إلى الشاطئ ، ولا تزال البلاد تحت تأثيرها. وترافقت الأمطار الغزيرة والثلوج مع درجات حرارة متدنية وموجة شديدة البرودة. فما تداعيات الأوضاع المناخية على القطاع الزراعي؟ وكيف ستتأثرّ الأسعار المرتفعة اساسا؟
رئيس تجمّع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم ترشيشي يفنّد لـ "المركزية" فوائد وأضرار العاصفة.
في الفوائد: أوّلاً بالنسبة إلى الإيجابيات فيعدّدها على الشكل الآتي:
"- العواصف تحدث في وقتها، من الطبيعي في شهر كانون الثاني أن تتهاطل الأمطار والثلوج بكثافة مع الجليد والبرد. في شكل عام، الأمطار مصدر خير للمزارع، وتجدد الأنهار نشاطها فيستفيد من ثروة مائية وهدية مجانية، ما يسرّه ويريحه.
- هذا الطقس له إفادة أخرى إذ يزيد من معدّل الأمطار المتأخّرة والقليلة هذه السنة وكان النقص قبل العاصفة حوالي 200 ميليمتر أما بعدها فأصبح 100 ميليمتر.
- كذلك، يقضي هذا الطقس على فأر الحقل من خلال البرد وكثافة الثلوج على غرار ما حصل خلال هذه العاصفة، لأن خلال السنوات الخمس الماضية نلاحظ انتشاره في الحقول ويقضي على قسم كبير من المزروعات، بالتالي المفترض أن يكون الطقس قضى عليه ولن نراه قبل ثلاث أو أربع سنوات.
- يساعد الصقيع على التخلّص على الكثير من الأمراض الفطرية وتمرّ الأشجار المثمرة والنباتات بفترة من الهدوء والاستراحة تكون بأمسّ الحاجة إليها.
- كثرة الشتاء تخفف ملوحة الأرض وتغسلها وعندما لا تهطل الأمطار تغلب المياه الأسنة المياه النظيفة".
الأضرار: ويؤكّد ترشيشي في المقابل أن "ما من عاصفة تخلو من التداعات السلبية، والأضرار بقاعاً تكون أخفّ حدةً من الساحل"، لافتاً إلى أن "بعض البيوت البلاستيكية تضرّرت والأشجار المعمّرة رغم أنها غير مثمرة. أما ساحلاً فالأكيد أن بعض البيوت البلاستيكية اهترت بسبب العاصفتين المتتاليتين حيث قضت درجات الحرارة المتدنية على قسم كبير من الإنتاج الزراعي. لا يمكن بعد إحصاء الأضرار وما تبقّى من البيوت البلاستيكية لحين انتهاء العاصفة إذ من الممكن أن نتعرّض خلال هذين اليومين لدرجات حرارة متدنية ما يزيد الطين بلّة".
الأسعار: وفي ما خصّ تأثير الطقس على أسعار المنتوجات الزراعية، يوضح ترشيشي أن "وسط هذه الظروف سيتراجع الإنتاج ومعه العرض، مقابل ارتفاع الطلب والأسعار لبعض المنتجات لا سيما التي تُقطَف يومياً منها الخيار، الكوسى، البندورة، اللوبية... في شكل عام، نتّكل على الأردن وسوريا لتغطية النقص المحلي. في سوريا على الأرجح يعانون من المناخ نفسه، أما في الأردن فيزرعون هذه الأصناف تحت سطح البحر بعمق يتراوح ما بين 300-400 متر في منطقة الغور في وادي الأردن، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة دائماً وتنبت هذه المزروعات ما يمكّنهم من تغطية حاجتهم المحلية إلى جانب أسواق العراق وسوريا. لكن هذه السنة وبسبب ارتفاع الدولار، تراجع الاستيراد جدّاً في لبنان فيكتفي التجار بالبضائع المحلية لأن الاستيراد غير مربح، لكن الكميات المنتجة داخلياً أساساً لا تغطي الحاجة فكيف تكون الحال مع هذه العاصفة؟".