العراق نحو انفجار كبير تؤججه طهران...هل ينهي النووي سطوتها؟

قال العراقيون كلمتهم "لا لايران" وعمدوا أمس الى تمزيق صور قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وصور "ارهابيي ايران في العراق"، معربين عن رفضهم الرموز الإيرانية في البلد. وذلك عقب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً. فعمّت موجة من الغضب مناصريه الذين اقتحموا القصر الجمهوري في صورة أعادت الى الأذهان ما حصل في سريلنكا الشهر الماضي. 

كما صوّر المتظاهرون رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، المعروف بولائه لايران، بالاحمر وحبل المشنقة يلتف حول عنقه، وسط معلومات عن تهريب المالكي الى ايران بطائرة هليكوبتر. وعمدت إيران إلى إغلاق حدودها البرية مع العراق حتى إشعار آخر. 


وأدّت الاحتجاجات العنيفة في المنطقة الخضراء إلى مقتل 27 شخصا أغلبهم من أنصار الصدر، ما دفع بالزعيم الشيعي الى دعوة مناصريه للانسحاب، وإلا سيتبرأ من التيار الصدري. فما كان منهم إلا أن بدأوا بالانسحاب. 

وكانت قد توالت الدعوات الدولية والاقليمية إلى وقف فوري للمواجهات الدامية في العراق ومطالبة الأطراف كافة باتخاذ أعلى درجات ضبط النفس. وناشد أمين عام "حزب الله" الأسبق الشيخ صبحي الطفيلي "شعب العراق العظيم" قائلاً: إيران ستضربكم بجيشكم، بيان الحائري عزل وليس اعتزال، إيران تشعل الفتنة ثم تدعي الحياد، حافظوا على سلمية ثورتكم واحذروا من إيران.


مصادر متابعة تؤكد لـ "المركزية" ان التطورات في العراق قد تؤدي إلى احتمالين، إما إلى حرب أهلية خاصة بين الشيعة، وإما الى معارك طاحنة وفوضى أمنية رهيبة، مشيرة الى ان الوضع على الساحة العراقية في منتهى الدقة. 


وتلفت الى ان الشخصين الوحيدين اللذين يمكنهما لعب دور توفيقي ومازالا ينالان احترام الفئات السياسية والشعبية بشكل عام واساسي، هما رئيسا الجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي، بما في ذلك الصدر والمالكي، اللذان يكنان لهما الاحترام ويأخذان برأيهما. 

وبما ان لعبة الحوار بين كل الفرقاء العراقيين سقطت، بحسب المصادر، فإن من الممكن ان يقوم رئيسا الجمهورية والحكومة بحوار ثنائي مع الفرقاء، والذي يبدو أنه الحل الوحيد المطلوب لتسوية الاوضاع، وإلا فإن العراق سائرة اما نحو انفجار كبير او الى حرب اهلية او الى وضع امني في منتهى الاضطراب والخطورة. 

" تلعب ايران دورا اساسيا في تفعيل الوضع سلبا وتغذية الشارع الشيعي للاقتتال، لان الامور لا تسير كما تشتهي هي في العراق. وهناك جو عراقي معاد لطهران. فهل بدأت عملية اخراج ايران من البلاد العربية، وخصوصا من العراق وسوريا ولبنان، تنفيذا للاتفاق النووي"؟ تختم المصادر.