المصدر: وكالة الأنباء المركزية
لم يعرف لبنان الاستقرار يوما الا عندما نأى بنفسه عن المحاور وصراعاتها عربية كانت أم غربية، من هنا جاءت دعوة بكركي وسيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الحياد الايجابي كسبيل وحيد لخلاص البلاد من الازمات السياسية التي تعانيها وأدت الى تباعد اللبنانيين وخلافاتهم حيال كل استحقاق، كما حصل أخيرا بالنسبة الى تشكيل الحكومة الذي استغرق سنة ونيفاً ولم ينته الا بعد توافق وفره برضى أميركي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد اتصاله بكل من نظيره الايراني أبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
من هنا، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يدرك جيدا هذا الواقع لم يحسم موقفه من العرض الايراني الذي قدمه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بانشاء معملين لانتاج الكهرباء في لبنان في مهلة لا تتعدى 18شهرا، واحد في بيروت والاخر في الجنوب يزودان البلاد بالف ميغاوات على غرار المعامل التي أنشاتها طهران في كل من العراق وأفغانستان رغم العقوبات ومن خلال أستثناءات. واكتفى بالاجابة على الطرح الايراني... إن شاء الله خير، فيما اشارت اوساط قريبة من السراي الى أن الموضوع يحتاج لمزيد من الدرس والاتصالات مع القوى السيادية ومع الخارج خصوصا واشنطن قبل اتخاذ الموقف.
عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش يقول لـ"المركزية" في هذا الاطار: "إن الرئيس ميقاتي يتعاطى بجدية مع كل الملفات، وان البيان الوزاري واضح لجهة تموضع لبنان وعلاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة، ومن هذا المنطلق يحتاج هذا الموضوع الى التعامل معه على قاعدة الحفاظ على التوازنات المحلية والاقليمية والدولية لما فيه مصلحة لبنان أولا وترسيخ الاستقرار على الارض".
ويضيف: وموضوع إقامة معملين لانتاج الكهرباء كما عرض الوزير عبد اللهيان سيعرض على مجلس الوزراء والقرار يكون له وليس لرئيس الحكومة وحده، وبديهي ان تراعي الاجراءات التي ستتخذ مصلحة لبنان واللبنانيين. علما أن هناك المزيد من الوقت أمام الحكومة للنظر في الطرح الايراني وموازنته في ضوء المواقف الدولية من ايران والعقوبات المفروضة عليها.