المصدر: المدن
الكاتب: فرح منصور
الخميس 8 أيار 2025 17:05:24
أصدر قاضي التحقيق في المحكمة العسكرية فادي صوان مذكرات توقيف وُجاهيّة بحق مجموعة من المُتهمين بإطلاق الصواريخ من الجنوب اللبنانيّ باتجاه الأراضي الفلسطينيّة في شهر آذار الماضي، وذلك بعد الادعاء عليهم بجرائم تشكيل مجموعة مسلحة للنيل من هيبة الدولة وسلطتها.. وعلى الرغم من تعاون حركة حماس مع الدولة اللبنانيّة لناحية تسليم جميع المطلوبين من داخل المخيمات الفلسطينيّة، إلا أن الأجهزة الأمنية لا تزال بانتظار تسلّم الموقوف الرابع لبدء التحقيق معه.
المطلوب الاخير
تشير معلومات أمنيّة لـ"المدن" إلى أن الخلية مؤلفة من ستة أشخاص (لبنانيّ و5 فلسطينييّن). أطلقوا الصواريخ في 22 و28 آذار الماضي وكانوا يتجهزون لعملية ثالثة في الأول من نيسان الماضي. وهناك خمسة موقوفين فقط من هذه الخليّة وقيادة الجيش تنتظر حركة حماس لتُسلّمها المطلوب الأخير، وهو رجل دين فلسطينيّ، كما تعهدت أمام الدولة اللبنانيّة. إضافة إلى أن هناك ثلاثة موقوفين فلسطينيين، ساعدوا بتنفيذ هذه العمليّة عبر تأمين سيارات وغيرها، لكنهم، وحسب المصادر، لم يكونوا على علمٍ بتفاصيل هذه العمليّة، بل نفذوا ما طُلب منهم على الأرض فقط. وشمل الادعاء تسعة أشخاص، هم أفراد الخليّة بالكامل وكل من تعاون معهم لتنفيذ هذه العملية.
وكانت حماس قد تعهدت للدولة اللبنانيّة بتسليم المطلوبين خلال يومين كحدِ أقصى، وسلّمت خلال الأيام الماضية ثلاثة فقط للجيش اللبنانيّ. وتؤكد مصادر أمنيّة إلى أن الأجهزة الأمنية "كثفت اتصالاتها خلال الساعات الماضية مع قادة من حماس للتنسيق حول موعد تسليم المطلوب الأخير، وحصلوا على وعودٍ أن التسليم سيكون خلال ساعات قليلة".
وتبيّن خلال التحقيقات التي أجريت إلى أن المجموعة تلّقت الأوامر لتنفيذ عملية إطلاق الصواريخ من المطلوب الأخير وهو رجل دين فلسطينيّ غير مُعمّم (ع.ي) يُلقّب بـ"الشيخ" و بـ"أبو محمود"، في منتصف العقد الثالث، وهو الجهة الممولة للمجموعة والعقل المُدبر لهذه العمليّة، وكان يقدم محاضرات دينيّة داخل المخيم. وحسب مصادر قضائيّة لـ"المدن" فإن "بعض الموقوفين صرّحوا أنه الممول الأساسيّ للمجموعة وأكد لهم سابقًا أنه قادر على تأمين الصواريخ من سوريا".
عمل فردي؟
وتسعى الأجهزة الأمنيّة لتسلّم المطلوب الأخير على اعتبار أن التحقيق سيبقى منقوصًا في حال عدم توقيف العقل المُدبر لهذه المجموعة. ومن الضروريّ معرفة الجهة التي تقف خلف هؤلاء، وعما إن كان هذا العمل هو عمل فرديّ ناتج عن استيائهم من الوضع في غزة أم أن هناك جهة كانت تتعمد تفجير الوضع الأمني في لبنان والعبث بأمنه وجرّه إلى حربٍ جديدة، لأن من أطلق الصواريخ كان يُدرك جيدًا تداعيات هذا الأمر على الوضع في لبنان وأن إسرائيل ستتذرع بالصواريخ لتبرّر قصفها العنيف في جنوب لبنان والضاحية الجنوبيّة، ويبدو واضحًا أن تجهيز المجموعة لإطلاق الصواريخ للمرة الثالثة والتأكيد المُستمر من رجل الدين أن الصواريخ ستكون متوفرة من سوريا يؤكد بأن المجموعة كانت تتجهز لتنفيذ عدة عمليات بشكل متواصل، وذلك انطلاقًا من عدد الصواريخ التي صادرها الجيش اللبنانيّ بعد أن داهم في صيدا مستودع تابع للمجموعة وعثر بداخله على أكثر من 13 صاروخًا ومنصات الإطلاق المخصصة لها، وأسلحة وذخائر ومماشط ومنصات حديديّة وأخرى خشبية، وهي المركز الأساسي لتخزين أسلحة هذه المجموعة.