المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: جوانا فرحات
الخميس 17 تشرين الأول 2024 17:20:31
كتبت جوانا فرحات في وكالة الأنباء المركزية:
"في تطور ميداني خطير للحرب الإسرائيلية على لبنان، بدا أن مسار عمليات التوغل العسكري الإسرائيلي وصل إلى الحدود السورية مع لبنان وتمثل ذلك في الوقائع الميدانية على الأرض التي كشفت عن قيام قوات إسرائيلية بإزالة ألغامٍ أرضية وإقامة حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا، في إشارة إلى نية إسرائيل بتوسيع عملياتها البرية ضد "حزب الله" وتعزيز دفاعاتها.
هذه الخطوة تشير بحسب العميد المتقاعد جورج نادر إلى أن إسرائيل تسعى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة تمتد إلى الشرق عند الحدود اللبنانية كما تعمل على استحداث منطقة آمنة تمكنها من التحرك بحرية للقيام بعمليات مراقبة عسكرية لتحركات الجماعات المسلحة ومنع أية عملية تسلل.
وفي تفاصيل إضافية عمدت إسرائيل إلى تحريك السياج الفاصل بين المنطقة المنزوعة السلاح نحو الجانب السوري، وأقامت المزيد من التحصينات في المنطقة.كما وجهت إنذارات إلى أهالي قرية العشة في ريف القنيطرة الجنوبي بضرورة إخلاء منازلهم، في ما استمر التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري وصولاً إلى محافظة القنيطرة في الجزء الشمالي الغربي.
يُذكر أن المنطقة المنزوعة السلاح كانت على مدى العقود الخمسة الماضية موقعا لقوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية بعد حرب العام 1973.
فهل بدأت إسرائيل تتوغل في سوريا لتطويق حزب الله من الشرق ؟وما خلفيات استعجال فرق الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي إزالة الألغام قرب الجولان خلال الأسابيع الماضية مما يسمح للقوات الإسرائيلية "بتطويق" حزب الله من الشرق؟.
يشير نادر لـ"المركزية" إلى الحشد العسكري الذي أعدته القوات الإسرائيلية منذ بدء التوغل البري الإسرائيلي في الأول من تشرين الأول الجاري، حيث دخلت 4 فرق إلى الجبهة، هي التالية: الفرقة 98 و36 و91، و146. وأخيرا حشدت إسرائيل فرقة عسكرية خامسة، هي الفرقة 201، التي تحركت نحو شمال إسرائيل لتنفيذ عمليات محدودة في مزارع شبعا في القطاع الشرقي، على جانبي الخط الأزرق.
وفي حين لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن عدد الجنود المشاركين في الجبهة مع لبنان، إلا أن العدد بحسب العلم العسكري لا يقل عن 50 ألفاً، من منطلق أن الفرقة الواحدة تضم 10 آلاف جندي على الأقل، إلى جانب سلاحي الجو والبحرية.
كل هذه المؤشرات تؤكد أن الهجوم البري حاصل لا محالة، يقول نادر، لكن متى وكيف ومن أية جبهة ؟ قد يكون ذلك من الشمال أو الجنوب. لكن الجواب اليقين يبقى لدى الحكومة الإسرائيلية لأن لا أحد يدرك ماذا يدور في عقل الجيش الإسرائيلي.
بالتوازي، يلفت إلى أن عمليات التوغل في الجنوب اللبناني أسفرت حتى الآن عن دخول الجيش الإسرائيلي إلى عدد من القرى الجنوبية في القطاعين الأوسط والغربي ومنها عيتا الشعب وكفركلا ورميا ومارون الراس وهو يعتمد سياسة تفتيش القرية بيتا بيتا والهدم بشكل كامل للحؤول دون عودة الأهالي إلى قراهم.
ويضيف نادر، هذه الاستراتيجية العسكرية تتبعها عملية التوغل البري لكن ليس قبل الإنتهاء من المخطط التدميري. من هنا، يمكن القول أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملياته في الجنوب اللبناني بشكل بطيء لكن بثبات والمرجح أن تطول لأشهر. وحتى الساعة يبدو أن الضغط الديبلوماسي الذي تمارسه دول القرار على إسرائيل لجهة عدم التعرض للمرافق الحيوية وتحديدا البنى التحتية ومطار بيروت الدولي والمرفأ ساري المفعول وفي تقديري أنه سيستمر".
ما لم يعد خافيا أن العمليات الإسرائيلية في الجولان هي محاولة للإعداد لهجوم أوسع في لبنان. وكل ما يحدث في سوريا يهدف إلى خدمة استراتيجية إسرائيل في لبنان وضرب طرق الإمداد والمستودعات والأشخاص المرتبطين بخطوط الإمداد لحزب الله. ويحصل كل ذلك من دون أن يحرك بشار الأسد ساكنا لأن همه هو البقاء في الحكم وهذا يتطلب منه حتما دفع أثمان والمزيد من التنازلات وهي بدأت قبل عودته إلى أحضان الجامعة العربية".
وفق تقرير أممي نشر في كانون الثاني 2024 فإن بشار الأسد تراجع عن اتخاذ أي إجراء لدعم حركة حماس بعد تلقيه تهديدات إسرائيلية. كما "أبعد" حزب الله عن نشر أي قوات في الجزء الخاضع لسيطرة سوريا في الجولان.
بالتوازي، غادرت القوات الروسية موقع تل الحارة، وهو أعلى نقطة في محافظة درعا جنوب سوريا ونقطة مراقبة استراتيجية" بسبب تفاهمات مع الإسرائيليين لمنع الصدام".
فهل بدأت خطة الإطباق على حزب الله من ناحية الشرق عبر الجولان والجنوب الذي دمرت قراه الشيعية بالكامل وسُويت بالأرض والغرب الذي يقصف بالبوارج الحربية المتمركزة في البحر؟"