الغالبية تتعامل مع حزب الله فلماذا معاقبة التيار وحده؟

على الرغم من ان كل دول العالم كانت تترقب وتنتظر نتائج الانتخابات الاميركية، صدرت عن واشنطن عقوبات خصصت لشخص واحد، الامر الذي يؤكد ان الحكم فيها استمرارية والسياسة بخطوطها العريضة والمبدئية لا يمكن تأجيل مسارها، وهي لا تتوقف ولا تتعدل بمجرد انتخابات حتى ولو تغيرت الادارة!

ولكن الم يكن ممكنا تأجيل الاعلان عن العقوبات على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لايام معدودة، اقله بعد الاعلان الرسمي لاسم الرئيس الفائز؟!

العقوبات او الحرب

فقد أوضح وزير الخارجية الاسبق فارس بويز ان هناك قرارا متخذا منذ سنوات عدة من قبل الادارة الاميركية بتطويق حزب الله، وهذا الامر واضح ويسلك مساره. وقال "لم يعد حجم حزب الله وانفلاشه ودوره من سوريا الى العراق واليمن وصولا الى لبنان مقبولا بالنسبة الى الولايات المتحدة ومن ورائها اسرائيل."

واشار بويز، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان هذا القرار استراتيجي وثابت، معتبرا ان هناك خيارين لتطبيقه: العقوبات او الحرب. فكان الخيار الاول لان دخول اسرائيل بحرب مباشرة مع حزب الله امر مكلف وغير وارد حاليا، لا سيما بعد اختبار العام 2006، كما ان دخول اميركا بحرب مع ايران مكلف جدا ليس فقط بالنسبة الى الولايات المتحدة بل لكل منطقة الخليج ككل الامر الذي له انعكاسات عدة على طريق النفط وامن واستقرار المنطقة.

تطويق الحزب

ومن هنا، تابع بويز "لم يعد عند الولايات المتحدة اي خيار الا ممارسة سياسة تطويق حزب الله في لبنان، من خلال كافة انواع الضغوط الاقتصادية والسياسية والامنية وغيرها من اجل دفع البيئة الحاضنة له الى التخلي عنه، او لدفع اللبنانيين الى ان يدركوا ان ثمن الحزب عال جدا عليهم، وبالتالي بات قرار العقوبات معمم على كل الاجهزة الاميركية، ولا يتوقف عند انتخاب او غيره، بل عند تبديل جذري للسياسة الاميركية، هذا ما هو غير متوقع وان تم انتخاب جو بايدن، وبالتالي وجب على الادارة الاميركية استعمال كافة الوسائل ومنها موضوع الفساد او مطلق حجة لبلوغ هذا الهدف."

الغطاء المسيحي

وردا على سؤال، قال بويز "تعتبر الولايات المتحدة ان الوزير جبران باسيل على رأس التيار الوطني الحر هو الذي يوفر الغطاء المسيحي لحزب الله خلال السنوات الاخيرة. كما اعتبرت ان باسيل هو الذي امن لحزب الله الانفلاش الكامل داخل الدولة اللبنانية على المستويات الامنية والاقتصادية والسياسية والادارية."

عقوبات متوقعة

واذ لم يستغرب بويز توقيت الاعلان عن العقوبات، قال: انه يندرج ضمن اطار السياسة الاميركية العامة، وقد تعلن عقوبات على شخصيات اخرى في المرحلة المقبلة.

واضاف "صحيح ان ليس التيار الوطني الحر لوحده من يتعاطى او يتعامل مع حزب الله، ولكنه هو اكثر من امن له الغطاء والمداخل الى الدولة، وبالتالي هذه العقوبات تحمل اشارة واضحة موجهة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مباشرة."

وختم بويز "حيث ان الصفقة الرئاسية التي اعطت حزب الله كل هذا الحجم مقابل رئاسة الجمهورية، لها ثمن كبير تريد الولايات المتحدة ان يدفعه عون وباسيل."