الفلتان الأمني يعم طرابلس: على من تقع المسؤولية؟

كتب جهاد نافع  في "الدّيار":

 

الاحداث الامنية في طرابلس والشمال تتفاقم، ولا يخلو نهار او ليل دون حدث امني، واحيانا اكثر من ثلاثة حوادث، اطلاق نار او اشتباك فردي، او عملية نشل وسرقة.

بات متعارف عليه ان اكثر المناطق خطورة في طرابلس والشمال هي الشوارع الفرعية المظلمة، وان عمليات النشل في النهار تطال السيدات اكثر لسهولة نشل حقائبهن والفرار على متن دراجة نارية.

وبات عداد الضحايا الى ارتفاع، لدرجة ان الفلتان الامني يضغط على المواطنين ويربكهم ويتسبب بقلق جراء واقع مأزوم يزيد من مخاوف الانزلاق الى اكثر من حدث هنا واطلاق رصاص هناك، او عملية سرقة او نشل.

ترد الاوساط الشعبية ما يحصل الى الفقر والجوع الذي يدفع بالبعض الى امتهان السرقة والسلب والنهب والنشل، او استسهال اللجوء الى السلاح لفض اي اشكال فردي، طالما ليس من يحاسب او يلاحق المرتكبين، حتى قيل ان من يتم توقيفه، لا تمر ساعات او ايام على توقيفه حتى يخلى سبيله ليعود الى ارتكاب الجرم من جديد.

يلقي البعض باللوم على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، ويعتقدون انها سبب لارتكاب الاخلال بالامن الاجتماعي واشاعة الفوضى في الشمال كله، وفي طرابلس خاصة كونها المدينة التي تعتبر الاكثر تأثيرا وتأثرا على مستوى الامن الاجتماعي والاقتصادي.

غير ان هناك مصادر تعرب عن خشيتها ان تكون الحوادث الامنية اليومية، واطلاق الرصاص العشوائي اليومي، لها رعاتاها من اياد خبيثة تسعى الاصطياد بالمياه العكرة، وتدفع باتجاه نشر الفوضى لمآرب سياسية تنال من طرابلس والشمال، حيث التساؤلات تكبر حول سر تزايد الاحداث الامنية اليومية في احياء القبة والتبانة، وعما اذا كانت هناك رسائل سياسية.

وصدرت مؤخرا بيانات محلية تدعو الى اعتماد الامن الذاتي لحماية المناطق من ملثمين على دراجات نارية يخترقون الاحياء ويطلقون الرصاص، ويقتنصون الفرص لاخذ ثأر او انتقام او اشاعة الرعب والفوضى الامنية.

في المقابل عززت وحدات الجيش اللبناني والقوى الامنية من دورياتها في ملاحقة المرتكبين وتوقيفهم ولضبط الشارع ولاعادة الامن والامان الى طرابلس والشمال.