المصدر: المدن
الكاتب: فرح منصور
الاثنين 20 كانون الثاني 2025 17:35:17
أحيل ملف المواطن اللبنانيّ حسن أيوب للقضاء العسكري، بعد أن ختمت النيابة العامة التمييزية التحقيقات التي أنجزتها مخابرات الجيش خلال الأيام الماضية بعد توقيف أيوب في جنوب لبنان، واعترافه بالتعامل والتواصل مع العدو الإسرائيليّ خلال الأسابيع الماضية، مقابل الحصول على آلاف الدولارات.
حسن إبن مدينة بيت ليف الجنوبية، قضاء بنت جبيل، بدأ منذ أشهر التواصل مع العدو الإسرائيليّ عبر منصات التواصل الاجتماعي ومن ثم عرض، خلال مكالمات هاتفية، خدماته وهي تقديم بعض المعلومات الأمنية المتعلقة بقادة حزب الله في جنوب لبنان، مقابل الحصول على مبالغ ماليّة محددة بالدولار مقابل كل معلومة.
أمضى أيوب ساعات طويلة من التواصل هاتفيًا مع مجموعة من الإسرائيليّين، وكانوا يحوّلونه من شخص إلى آخر بهدف التواصل معه أكثر، قبل أن يحصل على الموافقة الإسرائيليّة التي تتيح له التعامل معهم خلال المرحلة المقبلة. وحسب معلومات "المدن" فإن عائلته مؤيدة لحزب الله، كما أنه عسكريّ سابق في صفوف حزب الله، سبق وأن انضم إليهم منذ سنوات ولكنه عاد وقدّم استقالته بعد فترة قصيرة.
حزب الله أولًا..
وحسب معلومات أمنية لـ"المدن" طُلب من أيوب تقديم معلومات أمنية حول قادة حزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك عناوين سكنهم، ومراكز عملهم، وتحركاتهم اليومية من خلال مراقبتهم، إضافة إلى تقديم أي معلومة من الممكن أن تصب في مصلحة إسرائيل، كمراقبة عدة مناطق في جنوب لبنان. وافق أيوب على المهمة وبدأ تجهيز الملف.
الاجتماع بإسرائيليين
بعد أيامٍ، طُلب منه زيارة فلسطين المحتلة، فتوجه من بيت ليف نحو القرى الحدوديّة، وعبر من لبنان إلى داخل فلسطين المحتلة عبر بلدة رميش الجنوبية، وطيلة رحلته رافقته درون إسرائيليّة لتدله على الطريق وتؤمن له اجتياز الحدود بطريقة آمنة، من دون أن يتم إلقاء القبض عليه أو اعتقاله أو قتله. وتضيف المصادر: "بعد نجاحه في اجتياز الحدود، لم تتركه الدرون الإسرائيليّة بل أرشدته إلى الطريق المطلوب منه اجتيازها، ومن ثم التقى بمجموعة من الإسرائيليين للتعرف عليهم والحصول على ثقتهم وتبادل المعلومات، وقدموا له المبلغ الأول لقاء معلوماته وكان عبارة عن 2500 دولار أميركي فقط، وطلبوا منه تقديم معلومات أخرى أمنية متعلقة بالقادة الأمنيين ومراكز حزب الله، ومخازن الأسلحة وغيرها...".
ساعات قليلة وعاد أيوب إلى بلدته بعد أن رافقته مرة أخرى الدرون لتأمين طريق عودته، إلا أنه وبعد وصوله إلى بلدته، ألقت مخابرات الجيش القبض عليه إثر مراقبته طيلة الأيام التي سبقت رحلته. وحسب مصادر قضائية لـ"المدن"، حققت مخابرات الجيش معه لساعات طويلة، واعترف خلال التحقيق بصحة كل ما نُسب إليه من تهم، مؤكدًا أنه تواصل مع أشخاص من الجيش الإسرائيلي، وتواصل هاتفيًا عدة مرات مع إسرائيل، وقدموا له حاسوباً وهاتفاً خلوياً للاستخدام الشخصي وللتواصل معهم بشكل آمن، وعلى هذا الحاسوب بعض التطبيقات التي يجب استخدامها وتدوين المعلومات الأمنية عليها".
ختم التحقيقات
وتضيف المصادر إلى أن التحقيقات انتهت داخل مخابرات الجيش بعد اعترافه بالتواصل مع العدو الإسرائيليّ، وحوّل الملف للقضاء العسكري بعد أن أعطى المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار إشارة بختم التحقيقات.
وأفادت مصادر متابعة في حديثها لـ"المدن" إلى أن إسرائيل تحاول بشكل دائم الايقاع باللبنانيين لمساعدتها في تجميع المعلومات الأمنية عن حزب الله، إلا أن المشكلة الكبرى هي أنه وبعد الأزمة الاقتصادية التي حلّت على لبنان، نجحت إسرائيل في استقطاب الكثير من الشبان للعمل معها مقابل حفنة قليلة من المال".