"القسام" تنشر فيديو لأسيرين إسرائيليين: الوقت ينفد

نشرت كتائب "القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، اليوم السبت، تسجيلاً مصوراً تحت عنوان "قريباً.. الوقت ينفد"، ظهر فيه أسيران إسرائيليان قالا إن الجيش الإسرائيلي قصفهما أثناء وجودهما خارج أحد الأنفاق، وأن حياتهما في خطر بسبب ظروف الاحتجاز.
وقال أحد الأسيرين: "بينما أخرجنا مقاتلو القسام من النفق لنتنفس الهواء، قصف الجيش الإسرائيلي المكان. أصبنا، لكن نجونا بفضل الله وبفضل المقاتلين الذين أعادونا إلى النفق". وأضاف الثاني "المكان الذي نوجد فيه غير آمن، لا طعام ولا ماء ولا أغطية. أعيدونا إلى البيت، أعيدونا إلى الحياة. نحن هنا أموات".

عائلات الأسرى
يأتي ذلك في وقت اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالكذب والتضليل والتضحية المتعمدة بأبنائهم من أجل مصالحه السياسية، ودعت إلى وقف الحرب فوراً وإنهاء عهد نتنياهو، الذي "يقتل الأسرى ويهدم الدولة ليهرب من المحاكمة".
وفي مؤتمر صحافي عُقد اليوم، أمام "بوابة بيغن" في مجمع "الكرياه" العسكري في تل أبيب، قال يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نمرود كوهين: "نتنياهو يقتل الأسرى الآن. هو من أفشل صفقة التبادل، وهو من يفتح أبواب الجحيم على أبنائنا. بدلاً من إعادتهم، إنه يفضل التحالف مع بن (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش".
وأضاف "533 يوماً في الأسر، والحكومة لا تفعل شيئاً سوى إشعال الحرب. هذه خيانة. على الناس أن ينزلوا إلى الشوارع".
بدورها، خاطبت يفعات كالديرون، قريبة الأسير المحرر عوفر كالديرون، الرئيس الأميركي دونالد ترامب مباشرة قائلة: "نتنياهو يكذب ويضلل. أقنعك بأن القضاء على حماس أهم من استعادة الأسرى، لكنه يخدعك. أولويتنا هي إعادتهم، وليس استمرار الحرب".
وقالت ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير إيتي سفيرسكي الذي توفي في الأسر: "أخي صمد 99 يوماً وكان يمكن إنقاذه. الحرب تقتل الأسرى ولا تعيدهم. من مات مسؤولية نتنياهو، ومن يتألم الآن وصمة عار على هذه الحكومة".
في هذه الأثناء، تتواصل الاحتجاجات في تل أبيب والقدس ومدن أخرى، مطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى. ويشارك فيها سياسيون وقادة سابقون في الجيش ونشطاء من قطاعات واسعة.
ويحملون الرسالة التي تتكرر في الميادين: "الحرب تقتل الأسرى، ونتنياهو يخفي موتهم خلف دخان السياسة".

القسام: أعذر من أنذر
بالتوازي، حمّل المتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى، وقال إن "نصفهم ما زالوا في مناطق طلب جيش الاحتلال إخلاءها"، مؤكداً أن القسام قررت إبقاءهم في أماكنهم "ضمن إجراءات تأمين مشددة لكنها خطيرة على حياتهم".
وأضاف أبو عبيدة أمس الجمعة، "لو التزمت حكومة نتنياهو باتفاق كانون الثاني/يناير، لكان معظم الأسرى في بيوتهم الآن. إذا كانوا معنيين بحياتهم، فعليهم التفاوض فوراً. وقد أعذر من أنذر".
تزامن نشر التسجيل مع استعداد نتنياهو لزيارة واشنطن ولقاء ترامب، في خطوة تُقرأ داخل إسرائيل كمحاولة للهروب من أزماته القضائية والسياسية المتفاقمة.
ويرفض نتنياهو، الذي يواجه ثلاث قضايا فساد تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، المثول أمام جلسات التحقيق ويمنع تشكيل لجنة وطنية لمحاسبة المسؤولين عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.