القطاع الصحي إلى مزيد من التأزم... لا تغطية صحية والمستشفيات لن تستقبل سوى الحالات الحرجة

بعد تلويح نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة بعدم استقبال مرضى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في حال لم يسدد السلفات الشهرية لها لقاء الخدمات المقدمة الى مرضى الضمان، أعلنت اليوم عن الإجراءات التي ستتخذها في حق المضمونين الذين يشكلون أكثر من ربع اللبنانيين المقيمين، أبرز الإجراءات استقبال الحالات الحرجة فقط على نفقة الضمان بدءاً من الأسبوع المقبل والطلب من مرضى غسيل الكلى والأمراض السرطانية تسديد فواتيرهم كاملة بدءاً من اول نيسان المقبل، على أن يستردوا المبالغ التي يدفعونها فور تسديد السلفات من قبل الصندوق.

 

وفي السياق، يعتبر نقيب الأطباء في بيروت البروفسور شرف أبو شرف عبر "المركزية" أن "إذا لم يوجد حلّ مالي من الدولة لدعم القطاع الاستشفائي وتخفيف المصاريف على كاهل المواطنين سيشهد البلد على كوارث صحية، إذ لن يدخل المرضى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم أو سيصلون إلى أبوابها بحالة يرثى لها. كذلك، الأمور الوقائية التي كانت تستأثر بالاهتمام من فحوصات مخبرية وسريرية وفحصوات سنوية للوقاية خفت نسبتها جدّاً، بالتالي يفترض بالجهات الرسمية المُساهَمة في تغطية تكاليفها لأن كلفتها تبقى أقل بكثير من معالجة مرض. القطاع يعاني مشكلة كبيرة على هذا الصعيد ويحاول وزير الصحة تأمين التمويل والدعم المالي عن طريق صندوق النقد الدولي والهيئات الصحية الدولية، لكن هذا لا يكفي إذ يجب إعطاء الأولوية للقطاع الصحي-الاستشفائي-التمريضي وتأمين الأموال له بشكل عاجل".

 

كورونا: على خطّ آخر، شهد عداد كورونا تراجعاً في الأيام الماضية، وكشفت المؤشرات الوبائية انحساراً في أعداد الإصابات، ما يعني تخطّي مرحلة الخطورة. بناءً عليه، يلفت أبو شرف إلى أن "نسبة الملقحين ارتفعت وبالتالي أعراض العدوى خفت ولا تصيب الرئتين بل الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي للملقحين"، داعياً إلى "عدم الاستخفاف بموضوع الفيروس، خصوصاً في ظلّ نقص الأسرّة في المستشفيات وعدد الطاقم الطبي والتمريضي للاعتناء بالمصابين بعد هجرة قسم لا يستهان به منهم، من دون أن ننسى الصعوبة في الحصول على الأدوية...".

 

اتحاد نقابات المهن الحرّة: هذا وكان اتحاد نقابات المهن الحرة لوّح بالتصعيد "في حق المسؤولين عن أزمة تذويب الودائع في المصارف وتبديد حقوق المودعين، وإرغامهم على تحمل أعباء الخسائر".

 

وفي الإطار، يكشف أبو شرف أن "الاتحاد سيجتمع غداً لدرس الخطوات الممكن اتّخاذها وستبقى ضمن الأطر السلمية والقانونية. الأكيد أننا لن نقبل بأن تبقى الأمور على ما هي عليه. العديد من الحلول وضعت في الجوارير وفي المقابل هناك اتّجاه لتحميل المودعين الخسائر".

 

ويضيف "اتّصلنا بالجهات الرسمية الدولية ومع ممثلين صندوق النقد وسنبقى على تواصل معها لعرض الموضوع عليهم وما من حلّ خارج المودعين لحفظ حقوقنا وجدولة إعادة الدفع ولو لفترة زمنية معيّنة، لا نطالب أن يدفع لنا بين ليلة وضحاها بل أن نضمن أن إيداعاتنا محفوظة".