المصدر: Kataeb.org
الأحد 2 آب 2020 19:12:59
في حضور العائلة الكتائبية وعائلة خويري، أقيمت صلاة الجنازة عن روح ايقونة المقاومة جوسلين خويري في كنيسة مار سمعان العمودي في غوسطا، وقد ترأس المراسم راعي أبرشية جونيه المارونية المطرن نبيل العنداري موفدا من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عاونه لفيف من الاساقفة والكهنة.
وقد شارك في القداس الى جانب عائلة الراحلة ممثل رئيس الجمهورية النائب روجيه عازار، الرئيس أمين الجميّل وعقيلته، النواب نديم الجميّل، الياس حنكش، شوقي الدكاش، الوزيران السابقان ريشار قيوميجيان وإدمون رزق، رئيس حزب القوات اللبنانية ممثلاً بالنائب بيار بو عاصي، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ممثلاً بالوزيرة السابقة ندى البستاني، نائب رئيس الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ، امين عام الكتائب نزار نجاريان، الدكتور فؤاد ابو ناضر، أعضاء المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي، رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الأب نعمة الله الهاشم، النائب البطريركي العام على نيابة صربا بولس روحانا، نقيب المحررين جوزف القصيفي، القاضي جان فهد، الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني، وحشد من الكتائبيين والأصدقاء.
الرقيم البطريركي: الخسارة كبيرة على كل صعيد لكنّ عزاءنا في أنّ جوسلين هدية ثمينة للسماء
الأب يوحنا مارون قويق تلا الرقيم البطريركي وجاء فيه:
"بكثير من الألم والأسى نودّع معًا العزيزة جوسلين التي بعد صراع مع المرض أسلمت الروح، مشيرا الى أنها ابنة بيت مؤمن وأسرة كريمة تربّت على الإيمان بالله والقيم الإنسانية ومحبة الوطن وانضوت تحت لواء حزب الكتائب وكانت من المناضلين المقاومين في الحرب اللبنانية".
أضاف: "لقد اختبرت يد الله وحماية العذراء فكان التحوّل الجذري في حياتها وأسّست جمعية اللبنانية امرأة 31 أيار، لافتا الى انها راحت تلتزم بمختلف النشاطات الاجتماعية والكنسيّة فأسست مركز يوحنا بولس الثاني للخدمة الثقافية والاجتماعية والمركز الحبري لحوار الاديان في لبنان وكانت عضوا فاعلا في أنت أخي".
وتابع: "نحن ندرك أن الخسارة كبيرة على كل صعيد، لكنّ عزاءنا في أنّ جوسلين هدية ثمينة للسماء وشعلة الايمان بالله ومحبة الوطن تواصل التوهج في بيتها الوالدي".
وختم الرقيم البطريركي: "اكراماً لدفنها واعراباً عن عواطفنا الابوية نوفد المطران انطوان نبيل العنداري ليرأس باسمنا الصلاة لراحة نفسها وينقل تعازينا الحارة".
وقال الرئيس أمين الجميّل في وداع جوسلين خويري باسم حزب الكتائب: "بحزن كبير وألم عميق في غوسطا نودّع عزيزتنا جوسلين المناضلة الفاضلة المكرسة الاستثنائية عملا لا قولا من أجل الله والوطن والعائلة" مشددا على ان جوسلين تميّزت في ميادين عدة وناضلت حتى الرمق الأخير في سبيل لبنان وخدمة الانسان.
وأضاف:"في العائلة، نشأت في بيئة وعائلة مسيحية مؤمنة ومناضلة وتربّت هي وأشقاؤها وشقيقتها على حب الله والوطن ونذرت حياتها لتجسيد القيم وأصبح لبنان بأسره عائلتها تنشر فيه المحبة والخبرة الروحية".
وتابع الرئيس الجميّل:"في الوطن، انتاب جوسلين خويري الشعور بالواجب فهبّت للدفاع عن الوطن وانخرطت في صفوف القوى النظامية في الكتائب وتميّزت بحس القيادة والتنظيم وأسست شعورا منها بقدرات المرأة فرقة القوى النظامية التي تميزت بأعمال خارقة وحسٍّ إنساني".
واستذكر الرئيس الجميّل محطة هامّة من مسيرة جوسلين النضالية فقال:"أذكر في شكا كيف أتت على رأس فرقة من النظاميات للمساعدة في المعركة فطلبت منها أعمال الامن الداخلي وغضبت وقالت أتيت الى هنا من أجل الدفاع عن البلدة وليس من أجل الحراسة او القيام بعمل الشرطة وقاتلت في الصفوف الامامية فلا تخاف من المخاطر ولا تعمل حسابا للتهديدات وطلبت منها الحضور الى أخطر المعارك اي موقع كارلوس وكانت المؤتمنة على الموقع بقوة وشجاعة حتى الانتصار الأخير".
ولفت الى ان بيار الجميّل أسّس مدرسة أخلاق وتضحية فسارت جوسلين على خطاه من دون تردّد وملل كما كان همها مساعدة الجرحى وأهل الشهداء وكرّست نفسها لمساعدة المعاقين وحملت شهادة الدم كما رسالة الكلمة والآلام وكانت المناضلة الوطنية والانسانة المؤمنة.
وقال الرئيس الجميّل:"عندما استراح المحارب، عادت جوسلين خويري الى حبها الأول اي الله الذي لم يفارقها يوما وكان شربل الى جانبها حتى الرمق الاخير".
وأضاف متوجّها الى المناضلة الراحلة:"يا جوسلين ستبقين القدوة والمثال ومحفورة في القلب والوجدان ورمز العطاء والفداء وأملنا ان تكون تضحياتك وكلّ ما قدّمت للبنان الملهم من أجل إنقاذنا من المحنة والايحاء من أجل توحيد القوى وجمع الهمم من لانقاذ لبنان المعذّب" مؤكّدا ان روح جوسلين ستواكبنا في عملنا و"نأمل ان تكون عبرة من اجل عزة لبنان وانقاذ الانسان".
الدكتور فؤاد أبو ناضر قال في كلمته: "في أواخر ال80 وال90 عندما كنت التقي بجوسلين كانت تخبرني عن نشاطاتها في ايطاليا وكانت فخورة جدا، ومرّت الايام ومنذ سنة ونصف السنة في محاضرة في البرلمان الايطالي تحدثوا لساعتين عن جوسلين وانا متفاجئ"، وأضاف: " لقد اعتبروا جوسلين نورًا هداهم وأعطاهم مادة نضالية للاطلالة على الايطاليين وأخبروني عن تأثيرها وتأثرت كيف ان المرأة هذه قامت بتأثير كهذا في ايطاليا، كما تركت أثرا بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وكم عملت لترسيخ المصالحة من خلال المصارحة".
وتابع أبو ناضر: "في آخر مرحلة عشتِها يا جوسلين رأينا إرثك إرث المحبة والشجاعة والابتسامة لم تفارق وجهك والقضية التي ناضلتِ من أجلها مقدسة وتستحق ان نعطيها الاغلى لدينا".
الأخت انياس مريم الصليب من راهبات الكرمل من جمعية ابن الإنسان في لبنان قالت: "من الصعب عليّ أن أفتتح الكلمات لأنني لست أهلا للمهمة وحسب طلب العائلة واللبنانية 31 أيار اردت ان اعرّفكم عن وجه جوسلين الروحي، مشيرة الى ان جوسلين بدأت بالجهاد الاصغر وانتهت بالجهاد الاكبر"، وأضافت: "قبل دخولها المستشفى زرتها وقالت لي انه من الصعب عليّ الا اكمل نشاطاتي فأبلغتها بأن الرب يدعوها لعيش توق نفسي نحو الحبيب".
وتابعت: "منذ البدء تقول إنّها كانت مدعوّة للتكرس ولكن الرهبانية قالت لها إن رسالتها خارجية، لافتة الى اننا طلبنا من راهبات الكرمل المحصّنات ان تسجّى جوسلين لديها فقبلت برحابة صبر ولاول مرة فتحت ابواب كنيسة الوحدة في حاريصا لجثمان جوسلين حيث كانت مثل العروس وهيبة الله على وجهها، وتابعت: "لقد خرج الجمع أثناء نقل الجثمان وقبل وصول الراهبات تشاورن لأن جوسلين كانت ستكون راهبة لديهنّ ونريد ان نعدّها من عديد رهبنتنا وأخذن الاسكيم الاسود الذي يعني التكرس التام ليسوع المسيح وأعطين اياه لجوسلين عربونا لتكرسها التام والسري ليسوع وقلن ان جوسلين عضو سري في الرهبنة الكرملية كمنذورة ابدية، وختمت: "إرثك باق والآن بدأت رسالتك لان في الابدية لا شيء يموت".
كلمة جمعية اللبنانية امرأة 31 أيار ألقتها ثريا بشعلاني التي قالت: "ان المعيّة عهد مؤبّد ليس لدربنا ان تفارق دربك ولست بعد اليوم ها هنا بل في أحضان الآب انت، يضيق الوقت في يوم وداعها والأمانة من المسيح ومريم حملناها مع جوسلين ونبقى وتأتي ايام ونعود بها اليكم، مضيفة: يصعب اختزال 40 سنة بكلمة وهي مكلّلة بالمجد عند الآب وانت امرأة مريمية لبنانية وكانت كرامة المرأة عنوان عملك وعلمك".
أضافت: "مريمية أنتِ ما رأيتِ مثالا تتشبّهين به الا مريم وما خاطبت مسيحيا ومسلما الا ومعك مريم، وأردفت: لبنانيةٌ للبنان الواحد والموحد وما سلكت درب المقاومة الا حبا ودفاعا عن لبنان وكل أبنائه ومسيرتك فداء وتضحية ومحبة".
كلمة أهالي غوسطا ألقاها الأديب أنطوان اسطفان الذي قال: "أيقونة غوسطا العلية جوسلين أرزة على جبل ونجمة للأمل ورفعة للجبين وحمامة في منقارها زنبقة من صوان وبين جناحيها بندقية من عنفوان وفي هديلها نغمات النشيد الرنّان وفي قلبها نذر لزهرة الاوطان"، مضيفًا: "كنت يا جوسلين زينة المقاتلات ومشعل الساحات وبطلة في المهمّات وسيفًا يقطر الارجوان وتتعلّقين وتعلّقين وتجابهين وتصمدين مهما تكابر العدوان".
وتوجّه الى الراحلة بالقول: "لبنان لا ينساك والتاريخ لا ينساك وماضيك لا يمضي يا جوهرة في ثنايا القضية وهبت شبابك للوطن".
وتابع: "اليوم يا جوسلين لبنانك غير لبنانهم وبئس من حطّم مرآة الشرق وأذل العنفوان ومن شوّه الرسالة وهشّم وجه الانسان وجعله في الارض ناهبا ومن سرق وأثرى على حساب شبابنا، باسمك اقول لهم الارض حيث المفسدون جهنم وحيث الانقياء سماء يا نقيةً في السماء".
واستطرد قائلا: "طوبى لك يا مجاهدة في حقلي الدين والوطن والملتزمة برسالة يسوع وكأنّي به يقول رُبَّ مأتم بين الناس هو عرس عندي بين الملائكة"، وختم: "باسم غوسطا وباسم شهدائها الكتائبيين الابرار نودّعك على رجاء القيامة انت الغافية في نور الله واقول ان القيامة عندنا حقيقة وسيدحرج الحجر وعلى صخرة ايماننا وبدماء شهدائنا سيقوم لبنان والشر يتكسر".
شقيق الراحلة الرفيق سامي خويري الذي ألقى كلمة مقتضبة باسم العائلة، لفت الى "ان سرا واحدا مكلفا ان اقوله وهو وراء نجاح جوسلين وهو تدخل مباشر من العذراء مريم ومنذ ذلك الوقت تغيرت وتبدلت حياتها وتعرفنا على مريم من خلالها".
وقال:"عشنا بطولات لم نكن نعرف من وراءها لكن مريم وراء انقاذ لبنان في 75 و85 وفي القيامة الجديدة ولبنان سينجو بفضل مريم".
جامعة آل خويري قدّمت درعًا تقديرية الى جوسلين خويري قدّمه جورج بطرس خويري وتسلّمه شقيقها الرفيق سامي خويري.
وتخليدًا لجوسلين في سجّل الكتائب، سلّم الامين العام للحزب نزار نجاريان الى شقيقها القائد والرفيق سامي خويري درعًا تقديرية قبل أن يوارى جثمان جوسلين في مدافن العائلة.