المصدر: وكالات
الأحد 30 كانون الثاني 2022 17:50:53
في إطار البحث عن تفسيرات غلمية للظواهر المكتشفة على الكوكب الأحمر، كشفت دراسة جديدة أن البقع الراديوية المضيئة غير المتوقعة التي تم اكتشافها حول القطب الجنوبي للمريخ قد تكون ناجمة عن طبقة من الجليد على الصخور البركانية.
ويقول سيريل غريما، عالم الكواكب في جامعة تكساس والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة “جيوفيزيكال ريسيرش ليترز”، إن جيوبا من الماء السائل تحت السطح يمكن أن تفسر هذه النتيجة.
لكن هذا كان لغزا للمجتمع العلمي لأن المياه تتطلب عموما الكثير من الملح ومصدرا للحرارة لتبقى سائلة في كوكب يشهد درجات حرارة تبلغ 62 تحت الصفر مئوية، كما تقول مجلة “بوبيولار ساينس” التي نقلت الدراسة.
في عام 2018، رصد فريق من الباحثين منطقة بها انعكاسات راديوية ساطعة بشكل غير عادي عند الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي للمريخ، باستخدام بيانات من أداة راديو تسمى “MARSIS” على المركبة الفضائية “Mars Express Orbiter” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. وأطلق هذا الاكتشاف نقاشا علميا لم يتباطأ منذ ذلك الحين.
ويستبدل الباحثون مادة على الأرض بما يتوقعون وجوده على سطح المريخ لمحاكاة هذه المشكلة من خلال اختبار خصائص هذا التناظرية، وسيرون ما إذا كان بإمكانهم إعادة إنشاء الانعكاسات الراديوية القوية التي سجلتها “MARSIS”.
لكن هذه الطريقة لها قيود مهمة. بغض النظر عن مدى قرب دراسة الباحثين لمادة ما على الأرض، فلا يمكنهم معرفة ما إذا كان الشيء نفسه موجودا على سطح المريخ وكيفية حدوث ذلك.
بدلا من ذلك، اتخذ غريما وفريقه نهجا مختلفا باستخدام بيانات راديوية لسنوات من “MARSIS” التي تغطي الكوكب بأكمله.
وسمح استكشاف هذه البيانات لهم بطرح السؤال: هل سيكون من الممكن إنتاج مناطق راديو مشعة بشكل مكافئ خارج القطب الجنوبي للمريخ، إذا امتدت طبقة الجليد القطبي عبر سطح الكوكب بأكمله؟
وعدل الفريق بيانات “MARSIS” لمحاكاة الطريقة التي ستتغير بها الإشارات الراديوية أثناء مرورها عبر طبقة جليدية عالمية، حيث وجدوا في محاكاتهم أن هذه الطبقة الجليدية يمكن أن تنتج نقاطا ضوئية مشعة مماثلة، مما يوفر تفسيرا آخر معقولا.
وأشار غريما إلى أن تلك النتائج تجعل من غير المرجح أن تكون القراءات ناتجة عن الماء السائل.
وقال إن أنواعا معينة فقط من المياه المالحة قد تكون قادرة على البقاء في شكل سائل خلال تعرضها لدرجات الحرارة المنخفضة.
وأضاف غريما أن بعض الصلصال يمكن أن ينتج إشارات الراديو، أو ربما بقعا من صخور البازلت البركانية إذا كانت “كثيفة وغنية بالحديد حقا”، موضحا أنه من الممكن أن يكون هناك مزيجا من الطين وصخور البازلت الذي يفسر ذلك.