المصدر: Ermnews
الخميس 29 أيار 2025 22:12:11
كشفت لائحة اتهام صادرة عن هيئة محلفين كبرى غير معلنة في محكمة اتحادية بولاية فرجينيا الأمريكية، عن مخطط معقد لـ "عصابات إجرامية" كانت تنوي مبادلة الكوكايين بالأسلحة السورية المتبقية من نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
وجاء الكشف عن المخطط الأسبوع الماضي، حيث رسمت وثيقة الاتهام الخطوط العريضة لمخطط مزعوم يُلقي الضوء على شبكة إجرامية معقدة من عصابات المخدرات والجماعات المتمردة والأنظمة المارقة الممتدة عبر أربع قارات.
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" فقد كان من المقرر وصول مئات الكيلوغرامات من الكوكايين إلى ميناء سوري، مخبأة في حاوية شحن يُفترض أنها مليئة بالفاكهة.
في المقابل، كانت ستُستخدم أسلحة من ترسانة الرئيس السوري المخلوع لتسليح إحدى أخطر المنظمات الإجرامية في أمريكا اللاتينية، مع عمليات لغسل ملايين الدولارات على طول الطريق.
ومثل أنطوان قسيس، وهو مواطن لبناني ورد اسمه في لائحة الاتهام وأحد ثلاثة رجال متهمين على صلة بالخطة، أمام المحكمة يوم الجمعة بعد تسليمه من كينيا.
واتهم الادعاء الرجال بالتورط في "مؤامرة إرهابية" مرتبطة بالمخدرات و"التآمر لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية"، هي جيش التحرير الوطني الكولومبي.
ووفقًا للائحة الاتهام، التي نُشرت للمرّة الأولى في نشرة "كورت ووتش"، كان قسيس تاجرَ مخدرات في لبنان، وله علاقات رفيعة المستوى مع أعضاء في نظام الأسد، المعروف بتحويله سوريا إلى دولة مخدرات، بحسب "نيويورك تايمز".
وتربط لائحة الاتهام قسيس بشبكة عالمية لغسل الأموال مقرها لبنان، يُقال إن أعضاءَها كانوا يعملون مع جيش التحرير الوطني، المعروف بأحرفه الأولى بالإسبانية باسم E.L.N، وعملوا لصالح كارتل سينالوا في المكسيك.
وفي ربيع العام الماضي، قال الادعاء: إن قسيس وغاسلي الأموال المزعومين، عليريو رافائيل كوينتيرو ووسام نجيب خرفان، أبرموا صفقة اعتمدت على علاقاته السورية لتأمين أسلحة عسكرية لجيش التحرير الوطني تُدفع قيمتها بالكوكايين، الذي تزرعه الجماعة المسلحة وتتاجر به.
وكان قسيس يوزع المخدرات في الشرق الأوسط، فيما يتولى كوينتيرو وخرفان المدفوعات ويغسلان العائدات، وفقًا للائحة الاتهام.
وتنبع هذه التهم من أحداث ومعاملات يقول الادعاء إنها وقعت في كولومبيا وغانا والمغرب ولبنان وسوريا وكينيا والولايات المتحدة وغيرها، من أبريل/نيسان الماضي حتى أواخر فبراير/شباط.
وحتى بعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول، كان قسيس لا يزال قادرًا على "الوصول إلى أسلحة سبق أن قدمتها حكومات أجنبية، بما في ذلك روسيا وإيران،" وفقًا للادعاء.
ويُتهم قسيس بالسفر من لبنان إلى كينيا للقاء مفتش أسلحة من جيش التحرير الوطني، وتوقيع عقد لاستيراد حاوية شحن يُزعم أنها محملة بالفاكهة من كولومبيا إلى ميناء اللاذقية في سوريا، لكن الادعاء العام قال إن "الحاوية كانت تحتوي في الواقع على 500 كيلوغرام من الكوكايين".
وأفادت مديرية التحقيقات الجنائية الكينية في بيان لها الأسبوع الماضي، بأن المحققين الكينيين احتجزوا قسيس في فندقه بكينيا في وقت سابق من هذا العام، بناء على إشعار من الإنتربول أرسلته سلطات إنفاذ القانون الأمريكية وأمر من محكمة اتحادية في ولاية فرجينيا.