اللاجئون اللبنانيون يبدأون رحلة العودة من العراق: لم يقصّروا معنا

بعدما هدأ دوي الحرب، أغلق اللاجئون اللبنانيون إلى العراق الشاشات التي كانوا يتابعون من خلالها أخبار بلدهم، ليحزموا حقائب العودة إلى ديارهم التي تحوّل كثير منها إلى ركام، ولسان حالهم يقول: "العراقيون لم يقصروا معنا، لكننا مستعدون للعيش في خيمة ببلدنا".

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، الأحد، تسجيل عودة طوعية لنحو 4000 مواطن من "الضيوف اللبنانيين" إلى بلادهم بعد قرار وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الوزارة علي عباس في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "العديد من المواطنين اللبنانيين القادمين الى العراق قرروا العودة لبلادهم بعد قرار وقف إطلاق النار، وسجلنا حتى الآن عودة 4000 منهم عبر منفذ القائم الحدودي".
وأضاف أن "الوزارة وضعت خطة للتفويج العكسي للعائلات اللبنانية بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء (العراقي محمد شياع السوداني)، وأطلقت استمارة لتحديد الأشخاص الذين يرومون الرجوع وإعادتهم عبر المنافذ البرية أو الجوية عبر تنظيم رحلات لإعادتهم".

ودفعت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" آلاف اللبنانيين إلى مغادرة ديارهم في شهر أيلول الماضي، ليجد بعضهم ملاذاً آمناً في العراق، حيث استقبلت محافظاته هؤلاء الوافدين الذين تم إسكانهم في مجمعات سكنية وفنادق سياحية، وضمن الأحياء السكنية في محافظات بغداد، ديالى، صلاح الدين، الأنبار، بابل، النجف، كربلاء والبصرة وغيرها.  

وفي 27 تشرين الثاني دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ.
 
20 ألف "ضيف" لبناني

وقال عباس إن الوزارة سجلت ما يزيد على 20 ألف لاجئ لبناني. وشرح في حديث إلى "النهار" أن اجتماعاً حكومياً ضم عدداً من الجهات المعنية وضع خطة لتنظيم عملية نقل اللبنانيين، براً وجواً، بدءاً من الأسبوع الجاري، موضحاً أن الكثير من العوائل اللبنانية لم تسجل رسمياً لدى دوائر الهجرة، واستأجرت فنادق ومنازل وشققاً على حسابها الخاص.

النقل تهيئ تشكيلاتها لخدمة اللبنانيين
أما المتحدث باسم وزارة النقل ميثم الصافي، فأكد أن توجيهات وزير النقل نصت على إعداد خطة لتنظيم عملية النقل بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والهجرة والعتبات المقدسة.وقال لـ"النهار" إن الأسبوع الحالي سيشهد انطلاق الخطة، مؤكداً أن تشكيلات "إدارة المطارات والملاحة الجوية" و"الوفود والمسافرين" و"الخطوط الجوية العراقية" نظمت تلك الخطة التي ستنطلق هذا الأسبوع بإشراف الوزير.

وأشار إلى أن الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود هيّأت باصاتها لنقل اللبنانيين إلى المنافذ الحدودية العراقية، فيما ستكون هناك قرابة 20 رحلة أسبوعياً بين المطارات العراقية (بغداد، النجف، البصرة، أربيل والسليمانية) ومطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت. 
 
وأعرب نازحون عن شكرهم للعراقيين ـ حكومة وشعباً ـ وللعتبات المقدسة في النجف وكربلاء. 
 
ونظمت محافظة البصرة مراسيم وداع رسمية للعائلات اللبنانية، التي تم نقلها إلى الحدود السورية عبر الحافلات.

وذكرت الحكومة المحلية في المحافظة، انه كانت هناك 422 عائلة لبنانية تم توفير سكن خاص لها في المحافظة، فضلاً عن لجوء بعض العوائل الى السكن لدى أصدقاء وأقرباء في البصرة.
  
52 عائلة لبنانية تغادر ديالى
ووفقاً لرئيس حراك ديالى الشعبي عمار التميمي، فإن 52 عائلة لبنانية كانت بضيافة أهالي ديالى لنحو شهرين، غادرت صوب الحدود السورية، ومنها الى بلداتها في لبنان. 

وتبنى الحراك الشعبي مهمة إيصال تلك العائلات إلى الحدود السورية على دفعات بالتنسيق مع الجهات الحكومية. 

ونقل التميمي عن لبنانيين قولهم إن "العراقيين لم يقصروا معنا. لكننا قررنا العودة الى ديارنا".