اللعبة الاقليمية تفلت من يدي واشنطن: كيف سترد؟!

يحقق قطار تطبيع العلاقات السعودية - الايرانية تقدما يمكن وصفه بالسريع، ويتجاوز يوميا محطات جديدة، مسجّلا تطورات لافتة وغير متوقعة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

امس، وبعد نحو ١٠ أيام من توقيع اتفاق بكين، بعث الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، برسالة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أعرب فيها عن ترحيبه باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ودعاه لزيارة رسمية إلى الرياض.  وقال معاون مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، محمد جمشيدي عبر "تويتر"، "في رسالة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، رحب الملك سلمان باتفاق البلدين الشقيقين، ودعا الرئيس الإيراني لزيارة رسمية إلى الرياض". وأضاف أنّ "الملك سلمان طالب بتعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي بين البلدين.. والرئيس الإيراني بدوره، رحب بدعوة الملك سلمان، ويؤكد استعداد إيران لتعزيز التعاون"... وسرعان ما افيد ان رئيسي وافق على الدعوة وسيلبيها.

قبل هذا التطور بساعات قليلة، أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أنه سيلتقي قريباً نظيره السعودي فيصل بن فرحان، مشيراً إلى أنه اتفق معه على قيام وفود فنية بزيارة السفارات والتحضير لإعادة فتحها.

هذه التطورات السريعة تؤكد وفق المصادر، ان المنطقة ذاهبة نحو مرحلة جديدة كليا مختلفة معالمها تماما عما كانت عليه قبل الاتفاق السعودي- الايراني، وتدل على ان مشهدا جديدا هو نقيض ذلك الذي كان سائدا، سيرتسم في الإقليم. فالجباران الاقليميان قررا التهدئة والتعاون في ما بينهما لا التنافس والتصعيد، حيث يبدو ان المملكة قررت إنقاذ طهران اقتصاديا على ان توقف الثانية تمددَها العسكري في البلدان العربية، وسيترافق هذا التغيير مع ابتعاد سعودي خليجي عن الولايات المتحدة وعن تل ابيب واتفاقاتِ ابراهام، ما أغضب واشنطن والاسرائيليين، خاصة وان راعي هذا التفاهم هو الصين، غريمة أميركا الكبرى عالميا.

وفي وقت لا تستبعد ان يسرّع هذا التفاهم الحلول في اليمن لبنان وسوريا التي مثلا قرر العرب احتضانها خلافا للتوجه الغربي، تسأل المصادر عن كيفية رد بلاد "العم سام"، الصامتة حتى الساعة، على حقيقة خروج اللعبة الإقليمية، عن سيطرتها.. فهل يمكن ان تقدّم للرياض او لايران، ما يغريهما اكثر، فتبديّان "الديل" مع واشنطن من جديد وتحرقان "أوراق" بكين ؟!