المحور يرفض استيعاب الواقع الجديد: لبنان برأيه مشاع!

أكد مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مطلع الأسبوع أن "الجبهة التي تمتد من لبنان وغزة إلى العراق وصنعاء تمتلك زمام المبادرة حاليًّا".

قبله بأيام، اعتبر قائد حركة انصار الله اليمنية عبدالملك الحوثي ان "ضعف الموقف اللبناني ضد الاعتداءات الإسرائيلية يدل على أن ضمانة لبنان بالالتفاف حول مقاومته". وشدد على أن "المقاومة في لبنان، لا تزال تمثّل الردع الحقيقي للعدو الإسرائيلي، ولولا وجودها لاجتاحت إسرائيل لبنان، مؤكداً وقوف "اليمن إلى جانب حزب الله في مواجهة أي عدوان إسرائيلي واسع على لبنان".

تأتي هذه المواقف فيما لم تهدأ بعد الضجة التي أثارها كلام السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني حول السلاح حين قال إن مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول، وإنه "في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولا من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة". وشدد على أنه "بمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا".

كل هذه المواقف تدل، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية" على ان المحور الإيراني لا يزال يصر على اعتبار لبنان ساحة ويرفض استيعاب التبدل الكبير الذي حصل منذ اتفاق وقف النار وخسارة حزب الله حرب الاسناد وانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية والقاضي نواف سلام رئيسا للحكومة.

رئيس الجمهورية أبلغ إيران بالمباشر رسالة حازمة باحترام لبنان وسيادته. فخلال استقباله وفداً إيرانياً رفيعاً حط في بيروت للمشاركة في تشييع الأمينين العامين لـ"حزب الله" حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، قال له ان لبنان "تعب من حروب الآخرين على أرضه"، مشيراً إلى أن "لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية"، معرباً عن أمله في "الوصول إلى حل عادل لها". الرسالة ذاتها أبلغتها الخارجية اللبنانية لأماني حين استدعته.

لكن، وفق المصادر، كل المؤشرات حتى الساعة، لا تدل على ان ايران او اذرعها فهما الرسالة بل هما يصران على التدخل بالشؤون اللبنانية وايضا على استخدام لبنان كمشاع واعتباره ساحة في محور، لا كيانا مستقلا بحد ذاته ذات حدود وسيادة ورأس.

وبحسب المصادر، بات هذا التجاوز "الممانع" للسيادة اللبنانية، يستدعي حزما رسميا وذلك قبل ان يجر المحور لبنان الى مغامرة مدمرة جديدة هو بغنى عنها، خاصة ان حزب الله لا يزال يحمل السلاح...