المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 8 أيلول 2021 15:48:01
على الرغم من الصعوبات المتراكمة، لا سيما المعيشية والمالية والتي تلقي بثقلها مسؤوليات مضافة على كاهل الجيش، الا انه لم تثن المؤسسة العسكرية عن متابعة المهمة الاعظم وهي حماية لبنان من آفة المخدرات التي تدمّر شبابه وتضع الاجيال الصاعدة في دائرة الخطر الشديد.
مرة جديدة تضرب مديرية المخابرات في الجيش بيد من ارادة وعزم وتصميم، ضمن خارطة طريق مستندة الى خطة تفصيلية للقضاء على كل قواعد الاجرام بحق الشعب اللبناني المتمثلة بأصحاب مصانع المخدرات والتجار الكبار والمروجين وصولا المتعاطين، بعدما طال انتظار اللبنانيين للخلاص من هذه الافة التي تهدد الابناء لا بل ذهبت بحياة الكثير منهم، كما هددت علاقات لبنان الخارجية الشقيقة منها والصديقة.
ففي ظهر يوم 19 اب الفائت، وفي احد مطاعم بلدة عنجر البقاعية، وبعد عملية رصد وتتبع، اطبقت قوة خاصة من مديرية المخابرات على المدعو حسن محمود جعفر الذي يعتبر من اكبر تجار ومصنعي المخدرات في لبنان واكثرهم نشاطا، واكثر خطورة من الموقوف المدعو حسن دقو، الامر الذي خلخل بنيان العصابات الاجرامية في البقاع وخارجه، والتي انتابها الشك الذي وصل الى حد الاتهامات المتبادلة والبدء بعمليات تصفية متبادلة.
فمن هو الموقوف "الكنز" الذي يعتبر القبض عيه انجازا امنيا نوعيا؟
بحسب معلومات "وكالة اخبار اليوم" فان الموقوف حسن محمود جعفر "والدته ليلى من مواليد 1971/القبة، ورقم سجله 13/دار الواسعة. اوقف سابقا في العام 2004 في سجن روميه لمدة سنة بجرم مخدرات ونصب واحتيال. في خلال العام 2013 تعرّف على تاجر المخدرات علي فياض اسماعيل وعملا في تصنيع حبوب الكبتاغون داخل احد المصانع في بلدة الطفيل، وكانا حينها على ارتباط بتجار سوريين، ويشتريان منهم المواد الاولية ومعدات التصنيع".
وتضيف المعلومات "انه في العام 2017 تم دهم المصنع المذكور من قبل الجيش، فقام لاحقا باستئجار مزارع عدة لتصنيع المخدرات، وعمد في العام 2018 الى انشاء اكبر مصانعه في بلدة جرماش السورية المحاذية للحدود اللبنانية".
والاخطر بحسب المعلومات، ان "لدى حسن محمود جعفر قدرة انتاجية مرتفعة، ويؤمن طلبات زبائنه التي تتعدى المليوني حبة كبتاغون اسبوعيا، والتي يتم تصديرها الى كل من: تركيا، العراق، الاردن والسعودية، من خلال تهريبها عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، وبشكل خاص من خلال الاراضي السورية".
وهذا الانجاز الكبير لمديرية المخابرات من شأنه ان يعيد لبنان وبقوة الى خارطة الدول التي تحارب آفة المخدرات، وتعزز ثقة المجتمع الدولي بقدرات المؤسسات الشرعية اللبنانية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية على القيام بمهامها مهما كانت الظروف الداخلية ضاغطة، مما يعيد تصويب مسار التعاطي الخارجي مع لبنان بعدما شاب هذا التعاطي من علامات استفهام كبرى، انعكست سلبا على الكثير من اطر التعاون والتنسيق والاستعدادات الخارجية لمساعدة لبنان في الظروف الصعبة جدا التي يمر بها اقتصاديا وماليا ومعيشيا.
بالخلاصة، توقيف حسن محمود جعفر احد اخطر تجار ومصنعي المخدرات في لبنان، والذي سينظر بملفه القضاء المختص بعد انتهاء التحقيقات معه في مديرية المخابرات، يُفترض التعاطي معه من منطلقات صارمة ورادعة ليكون عبرة لأمثاله ولمن يعتبر، لانه لم يكتف بتهديد الامن المجتمعي للاجيال الصاعدة، انما هدد علاقات لبنان بالدول الشقيقة والصديقة، وجعل الانتاج الزراعي والصناعي اللبناني المصدّر الى هذه الدول في دائرة المنع والتريث والتدقيق، واضاف اعباء على لبنان الذي يعاني اقتصاده صعوبات غير مسبوقة.