المركزية ـ إتهام ميقاتي المسيحيين بالعرقلة وحادث السفارة الأميركية في الميزان الكتائبي

حمّل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، القوى السياسية المسيحية مسؤولية التأخير في تطبيق الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي، وأنها تعطي أولوية لانتخاب الرئيس على ما عداه. وفي ردٍّ على تقديرات المعارضة أن نفوذ إيران يمنع الوصول لانتخاب رئيس، لم ينفِ ميقاتي أن هناك دوراً لـ"حزب الله" في لبنان، لكنه سأل: "هل اجتمع اللبنانيون واتخذوا قراراً وعارض الحزب ذلك؟"، وأضاف: "من اليوم أقول: ليس بالضرورة أن يُنتج هذا الحوار اتفاقاً معيناً، ولكن كان الاقتراح من رئيس مجلس النواب نبيه بري للقيام بهذا الإخراج. فليكن هذا الإخراج مَخرجاً للجميع، وبعدها نرى مَن يعطل ومَن يريد انتخاب رئيس ومَن لا يريد".... فهل المعارضة هي حقا من تعرقل الاستحقاق الرئاسي؟

رئيس جهاز الاعلام في حزب الكتائب باتريك ريشا يقول لـ"المركزية": "اعتدنا هذه النغمة المؤسفة بالفعل. لا يمكن اتهام المعارضة بالعرقلة، لأنها هي مَن كانت تحضر جلسات الانتخاب وتبقى في القاعة، بينما مَن كان يخرج منها معروف. كما أن المعارضة  كانت تدعو الى عقد جلسات ولديها مرشح وتتخذ مبادرات وتسحب مرشحا وتقترح اسماً آخر مقبولا. لكن، الرئيس ميقاتي يريد تسيير البلاد من خارج الدستور ومن دون رئيس للجمهورية ومن دون احترام الاصول والقوانين، هذا شأنه. لكن لا يمكنه ان يشغّل البلد من خارج الدستور، تحت مسمى "الضرورة". فليسمح لنا ، هذا الكلام مرفوض ومردود لصاحبه".

ويضيف: "الطابة في ملعب الفريق المعطل المتمسك بمرشحه والذي لا يبدل موقفه لمصلحة البلد، رغم انه لا يملك الأكثرية. لو أن مرشح هذا الفريق حصل في الجلسات الانتخابية على أكبر عدد من الأصوات وعرقلت المعارضة وصوله، لكان بالإمكان القول بأننا نعطل. انما بيّنت الأرقام أن الفريق الآخر خاسر لا يملك الأكثرية، والبلد مقسوم عامودياً بالأرقام والسياسة، وهو يصرّ على ايصال مرشح طرف ومواجهة رغماً عن إرادة اللبنانيين ودول المنطقة والعالم. الطابة في ملعبهم للحلحلة، وهذا يحتاج الى قرار جريء من "حزب الله" وحركة "امل" وحلفائهما، بأن يخرجوا من حالة "إما أن يحصل ما نريد او لا حلول أخرى". وفي حال وصل هذا الفريق إلى  المرحلة اياها من الوعي السياسي والوعي للمصلحة العامة، عندها يمكن ان يوضع لبنان على السكة الصحيحة، لأن الخطر ليس فقط ان نبقى على هذه الحالة، إنما في اتجاه البلد في الأشهر القليلة المقبلة،  الى مزيد من الانهيار خاصة وان لا أموال لدفع مستحقات الدولة، وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لا يريد طبع عملة او المسّ بأموال المودعين، وهذا قرار محق، لكن كيف ستستمر الدولة؟ صحيح أننا نعيش منذ ثلاث سنوات في حالة الانهيار، لكن سنصل الى الانهيار التام في ظل غياب المؤسسات، وهذا ما نتخوف منه".

عن خطوات المعارضة المقبلة، يجيب ريشا: "بصيص الأمل الوحيد الموجود هو ان هذه المعارضة متماسكة تعقد اجتماعات دائمة ودورية، حيث ان الكتل النيابية المعارضة تجتمع بصورة دائمة وتنسق المواقف. ويُترجم بهذه الوقفة المميزة التي نعيشها منذ أشهر، إذ وقفت المعارضة سدّاً منيعاً أمام تمدّد مشروع "حزب الله" وحلفائه. للمرحلة المقبلة، هناك مسعى دائم لتوسيع هذا البيكار خارج الإطار النيابي فقط، ليضم ناشطين ومجموعات وأحزابا صديقة وأشخاصا ليس فقط تحت قبة البرلمان إنما أيضاً في العمل الوطني اليومي، كي نتمكن حقيقة من طرح الثقة، لأن اللبناني يحتاج الى ثقة بقدر حاجته الى حلول، يحتاج لأن يضع ثقته بمجموعة سياسية باستطاعتها ان تقود طموحاته وآماله. وهذا ما يُعمل عليه بشكل يومي، صحيح ان التقدم بطيء لكنه يسير على خطى ثابتة".

وفي ما يتصل بحادثة السفارة الاميركية يقول ريشا: "البلد سائب. يوم امس فقط حصلت حوادث عدة، وشهدنا حواجز لمدنيين ملثمين في عين إبل، وإطلاق نار في الليل على مراكز حزبية، وبعدها بساعة إطلاق نار على سفارة. اعتدنا ان هناك من يحرك الشارع عندما تتوقف المؤسسات عن العمل وينهار البلد. وقد شهدنا ذلك في الطيونة والكحالة وايضاً في سنوات 2006 و2007 و2008 في أحداث الجامعة العربية والأحداث الأمنية المتنقلة  آنذاك. عندما يكون البلد متروكا لحكم الميليشيات، فإن أحداثا كهذه ستحصل وتتكرر للأسف، ولا مخرج إلا بإعادة بناء الدولة، وهذا ما عبّر عنه رئيس حزب الكتائب اليوم في منشوره على منصة "اكس".