المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الجمعة 20 حزيران 2025 08:28:11
على إيقاع الحرب بين إسرائيل وإيران، تشخص الأنظار إلى الداخل وتحديداً إلى "حزب الله"، فهل من مساندة جديدة تزجّ به في قلب المعركة؟ هذا السؤال يقض مضاجع اللبنانيين، لما يترتب على هذا المحظور من انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني بمجمله في ظل الحياد السائد اليوم. حتى الاتصالات التي أجريت بعيداً من الأضواء بين الرؤساء الثلاثة وقيادة "حزب الله"، أدت إلى نتائج إيجابية، وثمة وعد من الحزب بعدم دخول المعركة، وإن يكن بعض قادته ومنهم الوزير السابق محمود قماطي قد قالوا "إذا طلبت إيران منا المشاركة فسنشارك" .
يرى أكثر من مراقب سياسي أن "حزب الله"، بفعل عقيدته والولاء التام للوليّ الفقيه، قد يدخل المعركة. فهل هذا البعد الديني والعقائدي والإيديولوجي يحتّم عليه المشاركة في الحرب ومساندة إيران من لبنان وإطلاق صواريخ بما تبقى له من ماكينة عسكرية؟
الأبرز في هذا السياق ما صرح به مسؤول إيراني، أنه إذا تطورت المعركة والحرب فسيطلب مشاركة "حزب الله" ليكون سنداً لطهران ضد إسرائيل .
العميد المتقاعد بسام ياسين، الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية والذي كان له باع طويل في إدارة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، يؤكد لـ"النهار" أنه "خلافاً لكل ما يقال، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تأديب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد كل ما حصل في المنطقة من لبنان إلى فلسطين وسوريا، وبالتالي سيتركه يتلقى الضربات، وفي حال خروج الأمور عن مسارها من الطبيعي أن تدخل أميركا المعركة بقوة، وإلا لكانت دخلتها من اليوم الأول، إنما هذا ما يسعى إليه ترامب اليوم، ليوجه رسالة كبيرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي".
أما في شأن مشاركة "حزب الله"، فيقول ياسين: "ليس في وسعه خوض هذه المعركة، فأين كان هؤلاء عندما كان لبنان يحترق؟ لم يقف أحد إلى جانبنا من إيران وسواها، فلمَ نفتعل نحن مشكلة؟ أرى أن هناك إجماعا داخليا ووعيا كاملا، والرؤساء الثلاثة يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، و"حزب الله" تلقى تعليمات من عون وبري وسلام بألا يحاول دخول المعركة. وبصراحة متناهية، ليس من مصلحته أن يخرج عن هذا الإجماع ويكلّف البلد مزيداً من الخراب والتدمير، لذلك مهما صرح مسؤول إيراني رفيع وسواه، فذلك من باب التهديد والتهويل والوعيد، ولا أرى في القراءة السياسية والميدانية ضمن الواقع الحالي أن الحزب سيشارك" .
ويخلص إلى "أن ما قاله المسؤول الإيراني هو من باب التهويل العسكري، لأن الوقائع الميدانية على الأرض والأجواء السياسية لا تشي بأن الحزب سينخرط، لما ينطوي عليه ذلك من دفع أثمان باهظة. والسؤال: هل في وسع لبنان أن يتحملها؟ لا أظن ذلك، وحتى الساعة الأمور مضبوطة وممسوكة في هذا السياق".