المصدر: Kataeb.org
الكاتب: مارون بدران
الأربعاء 1 شباط 2023 12:28:03
تبدّل المشهد الإعلامي بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، مع ظهور ما نُسميّه بـ"الإعلام الجديد"، والذي أدخل إلى الصناعة تقنيات وأساليب تواصل حديثة، انتشرت عبرها خصائص ووظائف ومميزات لم تكن مألوفة سابقا. لعلّ أهمها التحول من وسائل الإعلام الجماهيري ذات الاتجاه الواحد، أو ما يعرف بالإعلام التقليدي، إلى وسائط التواصل التفاعلية ذات الاتجاهات والمضامين المتعددة، وهو الإعلام الرقمي الجديد.
ولعلّ التحول الأبرز في صناعة الإعلام أتى عبر نقل مركز ثقل العملية الإعلامية من الوسيط الإعلامي، سواء أكان الصحف أو المطبوعات أو المحطات التلفزيونية، إلى أجهزة تفاعلية يختار الفرد عبرها تفضيلاته وكيفية إشعاره بما يرغب بأن يتلقاه، في الوقت الذي يفضله وعبر المنصة التي يختارها، لمشاهدة المحتوى والتفاعل معه بشكل مباشر، ومن دون أي وسيط.
وقد فرض العصر الرقمي الجديد أساليب وتقنيات مختلفة على وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيون، سواء على صعيد الإنتاج أو المحتوى أو الوسيلة نفسها. فشهدنا تزاوجاً بين كل ما تتميز به الشبكات الرقمية والتلفزيون من حيث الشكل والمحتوى، ما منح الجمهور العديد من المخرجات بدءاً من التلفزيون عالي الوضوح، ثم التلفزيون الرقمي، فالتلفزيون الذكي والتفاعلي الذي يُتيح للمشاهد التدخل في البرامج ومحتوياتها واختيار ما يروقه منها.
انطلاقا من هذا الواقع الجديد، تنطلق "المشهد" بقناتها التلفزيونية ومنصاتها الرقمية لتواكب مزاج جمهور جديد، جمهور يُقبل على الهواتف والأجهزة الذكية، جمهور يبحث عن المحتوى والأخبار بكبسة زر، ويشاهد في الوقت عينه، من خلال شاشة التلفزيون في غرفة الجلوس، برنامجه المفضل على منصته المفضلة في وقته المفضل.
من هنا تأتي "المشهد" لتقدم تجربة إعلامية فريدة في العالم العربي، وتُجسّد التوأمة بين الإعلام التقليدي والرقمي، والتي لا يُمكن إلا أن تكون علاقة تكاملية تواصلية. فهذه التوأمة تؤدي إلى ابتكار وسائل مهمة وسريعة لمواكبة سرعة الإعلام الجديد، وتحافظ في الوقت نفسه على الحضور والتوازن والمصداقية والتنوع والتجديد، انطلاقا من معطى أساسي: إنتاج محتوى متوافق مع المنصات يحترم في الوقت عينه متطلبات كل فئة من فئات الجمهور.
ووضعت منصة وقناة "المشهد" التكنولوجيا في خدمة المحتوى لنقل التجربة الرقمية إلى شاشة التلفزيون، وهو التوجه الجديد للإعلام المعاصر، إلى جانب تزويد المنصات الإلكترونية بشبكة متنوعة من البرامج الغنية بالمعلومات والتقارير الإخبارية التي تتناول كل ما يؤثر على الأفراد وعلى حياتهم اليومية.
بشبكة خاصة من برامج الديجيتال، تنفرد منصة "المشهد" بمحتوى تتشارك بعضه مع القناة التلفزيونية. هذه البرامج منتجة بطرق تستجيب للمزايا الخاصة للإنتاج البصري والتفاعلي الرقمي، حيث تُمكّن المشاهد من التفاعل مع المحتويات الرقمية التي تنطلق من تفضيلاته واختياراته.
توظف قناة "المشهد" أساليب جديدة في التلفزيون، لتقدم مزيجاً متكاملاً مع الرقمي، بحيث يُبث ما يُعرض على الشاشة، بالتوازي عبر المنصات، فيكون متاحاً لمن يفضلون المشاهدة التقليدية، ولمن تصبح هواتفهم عالمهم.
كما تتضمن التجارب الرقمية الخاصة بـ"المشهد" حسابات متعددة على أبرز منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم إنتاج محتوى متوائم مع كل منصة بشكل خاص، بما يعزز تجارب كل المستخدمين ويلبي تطلعاتهم.
تتعدد النظريات والتوقعات عندما نتحدث عن العلاقة بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، لكننا في "المشهد" نرى الأمور من زاوية أخرى، فالتاريخ علّمنا أن الإذاعة لم تنه التلفزيون، ولا الأخير أنهى الصحف. وعليه فإن التكامل بين الوسيلة الإعلامية وبين التكنولوجيا المعاصرة والاستفادة منها، يُشكل فرصة كبيرة لتجدّد الإعلام التقليدي والاستفادة من هذا الكمّ الهائل من الأدوات التي تجعله أقوى، للحصول على التميّز والتفرّد، مستفيداً من عراقته وخبراته المتراكمة، في تطوير المحتوى الإعلامي نصاً وصياغة، وصورة، وشكلاً، ومضموناً.
إننا أمام ثورة جديدة عنوانها التحول الدائم، تحوّل سنراه بعد سنوات قليلة مع انتشار الجيل الثالث من المواقع الإلكترونية "ويب 3.0"، الذي ستكون اللامركزية عنوانه الأصلي.
وفي ظل هذا المشهد، تأتي قناة ومنصة "المشهد" لتؤكد الدعوة المفتوحة الى التوأمة بين الوسيلة الإعلامية التقليدية وبين التكنولوجيا، بعقل منفتح قادر على الاستثمار في هذا الميدان، وغير غافل عن المتغيرات التي تكتنف المشهد العام على مستوى العالم الأوسع، الذي أصبحنا نتفاعل معه بكبسة زر على الهواتف الذكية ومن خلال شبكات التواصل المختلفة.
وكما أعلن المدير العام لقناة "المشهد" طوني خليفة، فإن "تطلعات الغد لا يواكبها إلا إعلام الغد، ولذلك كانت "المشهد".