المفاوضات الاميركية – الايرانية مفصلية...ماذا عن اسرائيل!

 أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "الاتفاق مع واشنطن سيكون ممكنًا إذا كان هدفها عدم حيازة إيران للسلاح النووي"، مشددًا على أن "الدبلوماسية المبنية على الاحترام وتبادل المصالح هي الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق"، معتبرًا ان "أي تحرك خاطئ ضد إيران سيكون له ثمن باهظ". فهل الاتفاق بين واشنطن وطهران ممكن أم سيصل الى طريق مسدود؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "المفاوضات الاميركية – الايرانية مفصلية، لأن نتنياهو يريد من الولايات المتحدة الاميركية ان تشن حربًا ضد ايران وتمحو كل مفاعيلها النووية وتبدأ من نقطة الصفر. لكن في حال تسامح نتنياهو مع الاميركيين من الممكن ان يطالب بالإضافة الى مراقبة النووي الايراني، شرط عدم التخصيب، وان يصار الى تحديد البرنامج الصاروخي الايراني لأن نتنياهو يخشى منه بسبب إمكانية أن تطال الصواريخ الباليستية بعيدة المدى اسرائيل، والأهم من كل ذلك حلّ الميليشيات المتحالفة مع ايران".

ويضيف: "في المقابل، تعلن ايران أنها لن تتطرق في المفاوضات إلى موضوع الميليشيات أو الصواريخ، لأن هذا اتفاق نووي ويجب ان ينحصر في الملف النووي، وانها تقبل بتوقيعه لمدة عشر سنوات أي أن يعود الاتفاق إلى حدّ ما ، كما كان عندما انسحبت منه الولايات المتحدة. ويظهر أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب متحمس للوصول الى حلّ مع ايران فيحقق انجازا بأنه حلّ أكبر مشكلة تواجه أميركا واسرائيل، ولذلك يتنازل ويقوم بمساومة مع الايرانيين أكثر بكثير مما يريده نتنياهو. لذلك، هناك خلاف وظهر عبر الإعلام، بين ترامب ونتنياهو. علينا ان ننتظر ونرى، لكن أعتقد ان الرئيس الاميركي يريد تحقيق إنجاز في هذا المجال، وليس لديه إلا باب النووي الايراني وبوابة غزة. وبما أنه اكتشف أنه لن يتمكن من تحقيق ذلك في غزة، فهو يركز على ايران ويتنازل، ويقول لاسرائيل أنه يتنازل أكثر من اللازم".

ويتابع طبارة: "صحيح ان هذه المفاوضات مفصلية، لكن من غير المعروفة حتى الساعة نتيجتها، هل سيتنازل ترامب لدرجة لا ترضي اسرائيل، وعندها لن نعلم ما الذي سيحصل، خاصة وان اللوبي في اميركا لم يتحرك بعد وهذا أمر مستغرب، لا كلام عن ضغوطات من اللوبي الاسرائيلي، لأن هناك مساندة لنوع من السلام مع ايران من الديمقراطيين والجمهوريين على حدّ سواء".

ويضيف: "يتمتع ترامب بمساندة لإبرام اتفاق وهو يريد ذلك لأنه يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، لكن علينا ان نرى ما التحركات التي سيقوم بها اللوبي اليهودي في اميركا وكيف سيتصرف. اعتقد ان هذه المفاوضات مفصلية، لكن من غير المعروفة حتى الساعة نتيجتها. أتصور سيكون هناك خلاف جذري في هذه المسألة بين واشنطن وتل أبيب".

ويشير الى ان "ترامب يحمل الجزرة لايران في هذا المجال، ويؤكد لها ان في حال إبرام الاتفاق سيكون هناك تعاون اقتصادي بين البلدين ما سيؤدي الى إنماء وإعمار ايران، وان من مصلحتها إنجازه سريعًا. وبالتالي، ستكون العلاقة بين واشنطن وطهران مختلفة جدا وسيكون هناك عهد جديد بينهما، وهذا ما لن يتحمله نتنياهو الذي يحاول جرّ الولايات المتحدة الى حرب كما جرّها الى حرب العراق وغيرها من الحروب، ويريد ان تحارب اميركا بدلًا عن اسرائيل لحمايتها، وأعتقد ان هذا الامر صعب هذه المرة نوعًا ما، لأن حتى الساعة ثمة خلاف كبير بين الإدارة الاميركية ونتنياهو".

ويؤكد طبارة ان "في حال تمّ الاتفاق، وساعدت أميركا ايران في المجال الاقتصادي وسحبت العقوبات، فإن ايران لن تكون نفسها كما في السابق، لأنها هي أيضًا ستقدم تنازلات من جهتها. ويقول الاميركيون ان ايران ستكون مراقبة أولًا بشكل كبير وثانيًا منفتحة على الغرب ولذلك سيتقبلها الاسرائيليون.انا لا اعتقد ان النظام الاسرائيلي الموجود اليوم في الحكم سيقبل بأي شيء غير محو البرنامج النووي الايراني وحلّ الميليشيات".