المصدر: الديار
الكاتب: حسين درويش
الأحد 30 حزيران 2024 09:40:48
علت صرخة المزارعين بقاعا في شهري ذروة الإنتاج اللبناني من خضر وفواكه وحشائش، من الشهرين الخامس والسادس المعروفين بشهري المواسم والحصاد وشهري فائض الإنتاج في سهول عكار والبقاع والساحل اللبناني، ومع ذروة الإنتاج وانعدام اسواق التصدير وابواب لبنان المفتوحة على الأسواق الخارجية، ما تسبب بكساد في المواسم وتدن في الاسعار.
يتوجه المزارعون نحو التصعيد وتنفيذ الاعتصامات بإقفال الطرقات ورمي الإنتاج.
وبدعوة من نقابة مزارعي الخيم البلاستيكية في لبنان يتوجه المزارعون في البقاع للاعتصام والتعبير عن امتعاضهم ورفضهم للسياسة الزراعية المتبعة وذلك أمام سوق الجملة لبيع الخضر والفواكه في بلدة الفرزل في البقاع الأوسط، مع إشارات لرمي ما تيسر من انتاج الخيار والبندورة في محاولة جديدة غير مضمونة بهدف ضبط عقارب الساعة المفتوحة على كل الاتجاهات والأبواب المشرعة للاستيراد والتهريب، تزامنا مع الاسعار المتهاوية بشكل يومي للمنتجات اللبنانية من خضر وفواكه وحشائش في ذروة انتاج الخيم البلاستيكية والمواسم الشمسية للخضر على معظم الأراضي اللبنانية ساحلا وجبلا وسهلا في البقاع وعكار.
ما يحصل هو نتيجة السياسات الزراعية المتبعة من قبل الحكومة التي كان قد حذر منها المزارعون والتجار والنقابيون، بأننا مقبلون على كارثة حتمية في الشهر الخامس والسادس من الجاري عند تدفق المواسم، وما لم تتم معالجة اسباب الكساد وضرائب الترانزيت والنقل وتوازن عمليات الاستيراد والتصدير مع بعض الدول العربية التي تفرض رسوم عالية على العبور داخل أراضيها، هذا اذا سمحت هذه الدول بالمرور في أراضيها، علما أن هناك بعض الدول العربية لا تسمح بعبور الأشخاص فكيف بعبور البضاىع اللبنانية عبر أراضيها إلى الدول المجاورة بينما يدخل إلى لبنان ما يفوق ال١٠ سيارات شحن إلى لبنان من بعض الدول العربية التي لا تسمح بالمرور عبر أراضيها وهي محملة بالشيبس والحليب ومشتقاته وبالالومينيوم والحبوب البلاستيكية وهي لا تستورد اي شيء وهي لا تسمح بالعبور من اراضيها تحت حجة التهريب.
أما التهريب إلى لبنان فهو مفتوح بكل الاتجاهات فحدث ولا حرج، وخصوصا عبر المرافئ اللبنانية المفتوحة أمام الاستيراد وتهريب الفواكه من الدول العربية والافريقية والعالمية إلى لبنان كالاجاص والاناناس والثوم والتفاح الأميركي والموز الصومالي والبطاطا المجمدة التي تدخل إلى لبنان بدون جمرك بينما الأسواق اللبنانية تغص والبطاطا المجمدة والثوم والموز و...
الترشيشي
رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي قال كنا نبهنا الى حصول كارثة تصل بالزراعة إلى الحضيض نتيجة السياسات المتبعة في اوج المواسم، ومنذ شهر ونصف الشهر، ونحن نعيش مشاكل تراجع اسعار البندورة، والخيار، والكوسى، واللوبيا والباذنجان، والقنبيط والملفوف، والخس، وكل أصناف الخضر فهي تباع في الاسواق الداخلية بأسعار محروقة وبأقل من ٥٠ في المئة من كلفة الإنتاج والوزارة غير مبالية ولبنان محاصر اقتصاديا ومعاقبة نتيجة سياسة الحكومة فمعظم طرقات التصدير موصودة أمام المنتجات اللبنانية ناهيك بالضرائب المفروضة على شاحنات النقل والتبريد في سوريا والأردن والعراق، وهذا يضيف اكلافا مرتفعة على الإنتاج اللبناني بما يجعلك تعجز وتمتنع عن التصدير والمنافسة أمام الأسواق المقابلة والرديفة لأن منتجاتنا تصل إلى اسواق بعض الدول العربية وبعض أسواق دول الخليج العربي بأسعار ارخص وبكلفة اقل، بما يحتم على منتجاتنا منافسة شديدة والأحجام عن استيراد منتجاتنا لارتفاع الاكلاف العالية والضرائب المرتفعة على الترانزيت والنقل والمرور.
واضاف الترشيشي: كنا في مثل هذه الأيام نصدر ٣ آلاف طن من الكوسى أما اليوم فلا نصدر سوى ١٠ في المئة مما كنا نصدره في السابق ومن المعروف أن سهل البقاع، هو سهل كبير بمساحته وهو سهل معطاء بجودة وتنوع أصناف مزروعاته وإنتاجه فكيف بسهول عكار والساحل، وإذا لم نستطع التصدير فالسلام على الزراعة، فأين نذهب بانتاجنا فنحن مضطرون الى تصدير الفائض من أجل توازن السوق.
رئيس نقابة أصحاب ومزارعي البيوت البلاستيكية في البقاع حسين درويش قال أطلقنا العنان للتحركات النقابية من أجل معالجة الوضع ومساعدة المزارعين ومعالجة مسألة التصدير والضرائب المرتفعة على النقل والترانزيت، واصبحنا في وضع لا يطاق فكيلو الخيار اليوم يباع في أسواق الجملة ب٨ آلاف ليرة وفي المحلات ب٤٠ الف ليرة والبندورة ب ١٨ الف ليرة وفي محلات الخضر ب٥٠ الف ليرة، وكل أتعاب المزارعين وخسائرهم تذهب كبدلات نقل ولمحلات بيع المفرق وأبواب التصدير الى الخارج بالقطارة نتيجة المنافسة وارتفاع اكلاف النقل والضرائب، لذلك قررنا القيام بتحرك اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح الأحد أمام سوق الفرزل في البقاع الأوسط لبيع الخضر والفواكه والحبل على الجرار.
علي عساف مزارع في سهل الطيبة شكا ارتفاع اكلاف اليد العاملة وتدني الاسعار التي تصل إلى المستهلك بأسعار مرتفعة.
وقال أجرة العامل أصبحت تتعدى الدولار الواحد بالساعة وخصوصا في قطاف وتوضيب المشمش والكرز من البساتين، والاكلاف أصبحت عالية جدا وتنعكس خسارة على المزارع اليوم بعد الخسائر التي منيت بها تفكيري الان ينحصر بترك الزراعة والتفتيش عن أبواب مصادر ثانية في افريقيا وساهجر الزراعة إلى غير رجعة.