الموز اللبناني ممنوع من دخول الأسواق السورية

من 100 ألف ليرة في الصيف الماضي إلى ما دون الـ 40 ألف ليرة لبنانية انخفض سعر كيلو الموز هذه الأيام. كانت الكميات السابقة  بأغلبها مستوردة والأسعار ممتازة. لكن مع دخول موسم الموز المحلي الأسواق، اعتباراً من منتصف شهر تشرين الأول الماضي، بدأت الأزمة تحلّ على المزارعين اللبنانيين، متمثلة بانخفاض الأسعار بشكل هائل. وبحسب المزارعين فإن ميزان التبادل الزراعي بين لبنان وسوريا "طابش" دائماً، ولكن لمصلحة سوريا، وفي كل المواسم. يستمر الكثير من الإتفاقيات الزراعية مجحفاً بحق المزارع اللبناني. وتعلم الحكومة والوزارة المعنية ذلك،  ولا تقومان بما يلزم لإصلاح الخلل.

ويعاني المُزارع اللبناني من اكتساح المزروعات السورية الأسواق اللبنانية ولا يجد تصريفاً لإنتاجه، فيما تبقى أسواقه مفتوحة أمام المحاصيل والأصناف الزراعية السورية على اختلافها، أما مزروعاته وإنتاجه فمحرّم عليها دخول الأسواق السورية.

وتدخل  المزروعات والمواسم السورية بكل أنواعها إلى أسواق لبنان لا سيما أسواق الشمال، عبر المعابر الشرعية أو عن طرق التهريب، بينما يحظر على  موسم الموز اللبناني مثلا، دخول السوق السورية، وإذا دخل فيكون ذلك بكميات محدودة جداً، وعبر التهريب وليس في إطار اتفاقيات التبادل التجاري من دولة إلى دولة.

20 ألفاً للكيلو!

في أسواق الخضار الشمالية يُباع حالياً كيلو الموز اللبناني بالجملة بحدود الـ 20 ألف ليرة؛ وهو سعرٌ يجد فيه المزارع اللبناني إجحافاً كبيراً، لأن الموز الوطني من الأنواع والأصناف الممتازة، لكن تعوزه عناية الدولة واهتمامها. ويُزرع الموز في مناطق الجنوب بشكل أساسي ويمتد ساحلاً  حتى جبيل. وجرت محاولات في عكار للتقدّم بهذه الزراعة، كبديل عن زراعة الحمضيات. غير أن غياب أسواق التصريف لم يدفع إلى تطويرها وتنميتها.

بالمقابل، لا تزرع سوريا  الموز بل تستورد كميات كبيرة من الإكوادور بشكل أساسي. وفي السياق، دعا نقيب المزارعين في البقاع إبراهيم ترشيشي في حديثٍ لـ "نداء الوطن" إلى "التبادل الزراعي المشترك بالمثل بين لبنان وسوريا، بمعنى "استورد من عندي مثلما أستورد من عندك". ويضيف "لماذا لا يقوم الجانب السوري باستيراد الموز اللبناني والذي يباع بأبخس الأثمان هذه الأيام، ويُرمى بعضه على الطرقات كون الأسعار معدومة بسبب عدم التصريف؟".

وقال : "إن دعوتنا هذه ، تأتي من باب حسن الجوار والعدالة في التبادل". ولفت إلى مضيّ قرابة الشهرين على الموسم اللبناني و"الأسعار في الأرض لغياب التصريف". وتابع "من هنا ، تأتي دعوتنا الى الإخوة السوريين الى استيراد موسم الموز اللبناني، علماً أنهم كانوا في السابق يستودرون 70 ألف طن بموجب اتفاقية تبادل"، وتمنى ترشيشي على الجانب السوري "العودة الى العمل بالتبادل التجاري، والسماح بتصدير الموز اللبناني إلى سوريا بالطرق الشرعية بما يفيد البلدين، لا أن تبقى هذه العملية حكراً على بعض المهرّبين الذين يستفيدون هم ولا تستفيد الدولتان ولا المزراعون".